"برلمان": جلسة مسرحية عاجلة لحلّ مشكلات الأرض

04 يوليو 2023
من العرض
+ الخط -

هل يُمكن أن يتحقّق الحُلم السياسي لبرلمان عالَمي؟ حسناً، لنفترض أنَّ هذا الأمر ممكنٌ، وأنّ مجلساً يجمع ممثّلي العالَم كلّهم، ولكنه ليس على الأرض، بل في منصّة مَجَرِّية بعيدة؛ ذلك أنّ هذا الكوكب، يحترق ويلتهب. ويبدو، أيضاً، أن الأشياء فيه كلّها مشتعلة، ويُقال إنّ المباني البرلمانية في جميع أنحاء كوكب الأرض تحترق، وقد أشعلت فتيلَ نارها حشودٌ من الرجال والنساء وحتى الأطفال. ربما لهذا يبدو منطقياً أكثر إصدار تشريعات قريبة من النجوم، أكثر منها إلى الشعوب. إنها قضيةٌ أمنيّة لا غير.

عن هذا تحديداً تتحدّث مسرحية "برلمان"؛ لفرقة "بيل دي لافا"، الأرجنتينية التي تُعرَض، حتى بعد غدٍ الخميس، على خشبة مسرح "أرثواس" في العاصمة بوينس آيرس.

تتناول المسرحية موضوع الخطابات السياسية المعاصرة التي تُنظَّم في الفضاء، على اعتبار أنّ الأرض لم تعُد مكاناً يدعو للتفاؤل، ولا البرلمانات فيها ناجعة، لا سيّما بعد ممارسات نوّابها الأرضيّين سياساتٍ أدّت إلى اشتعال النيران فيها، في استعارة واضحة على فشل برلمانات العالَم، وممثّليها، في حلّ مشكلات الإنسان على كوكب الأرض.

وتتناقش النائبات اللواتي يُمثّلن برلمانات العالَم كلّه في الفضاء (جميعُهنّ من النساء، في إشارة واضحة إلى ضرورة الوثوق بالمرأة وإعطائها دفّة القيادة)، حول كيفية صناعة خطابٍ سياسيٍّ جديد من شأنه أن يحُلّ مشكلات المُواطنين على الأرض، وتبرز إلى العَلَن، عبر النقاشات التي تحدث في جلساته، مشكلات لا زالت موجودة ولم يعرف نوّاب الأرض حلّها مثل الذكورية، والعنف، وقضايا البيئة، ومنع الحروب، وغيرها من القضايا.

وصحيح أنّ الجانب السياسي يطغى على العمل، إلّا أنه لا يمكن فصلُ العرض أيضاً عمّا هو اجتماعي، ذلك أنّ نائبات البرلمان الفضائي يتناقشنَ في الوضع الاجتماعي لإنسان الأرض، إضافة إلى آلية عمل المؤسّسات التي فقدت معاييرها الإنسانية وصارت رهينة الخطاب الحاكم.

تطرح المسرحية العديد من الأسئلة عن طبيعة عمل البرلمانات في بلدان العالم، وفائدتها، وماهية الأفكار التي تدور فيها، لكنّ السؤال الأبرز الذي يترك صنّاع العمَل جوابَه للمشاهد هو: هل نحن بحاجة حقاً إلى برلمان فضائي لحلّ مشكلاتنا السياسية والاجتماعية على كوكب الأرض؟

المساهمون