"المركز العربي" في باريس: عن الإسلاموفوبيا في فرنسا

09 ديسمبر 2022
خلال مظاهرة مناهضة للإسلاموفوبيا، باريس، آذار/ مارس 2021 (Getty)
+ الخط -

لا تمرّ فترةٌ قصيرة في عالَم النشر الفرنسي دون إصدار كتابٍ هنا ينتقد العنصرية، ومعاداة الأقلّيات الدينية، والجندرية، أو كتاب هناك يدافع عن حقوق الحيوانات والأشجار والأنهار ويُطالب بالاعتراف بها كأشخاص لهم حقوقهم القانونية.

أمّا مسألةٌ شديدة الحضور في فرنسا في السنوات الأخيرة، مثل الإسلاموفوبيا، أو معاداة المسلمين، فلا تبدو مغريةً بما يكفي لتتحوّل إلى ثيمة حاضرة باستمرار في عالم الكتاب، بما يتوازى مع حضورها المستمرّ ــ ومعها المسلمون ــ في المخيال الفرنسي وفي النقاشات العامة في البلد. وللسخرية، فإن الأعمال التي تنتقد مفهوم الإسلاموفوبيا، وتنتقد الباحثين والمفكّرين الذين يحلّلون العِداء في المجتمع الفرنسي تجاه العرب والمسلمين، هي الأكثر حضوراً في المكتبة الفرنسية حول هذه الموضوعة.

عند السادسة والنصف من مساء الإثنين المقبل (12 من هذا الشهر) بتوقيت باريس، يستضيف فرع "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في العاصمة الفرنسية الباحثَيْن في عِلم الاجتماع عبد العال حجّات، ومروان محمّد، للحديث عن كتابهما "الإسلاموفوبيا: كيف تخترع النُّخَب الفرنسية 'المشكلة الإسلامية'"، الصادر حديثاً في طبعة جديدة عن منشورات "لا ديكوفرت" (ظهرت الطبعة الأُولى لدى الدار نفسها عام 2013).

يقدّم العمل تحليلات للنحو الذي تعمل من خلاله الأفكار المُعادية للمسلمين والإسلام في عددٍ واسع من المجالات والنقاط: من الصحافة والأكاديميا (بما فيها من علوم اجتماعية وسياسية وغيرها)، في تعاطيهما مع مسائل متعلّقة بالمسلمين، مروراً بالنحو الذي جرى التعامُل من خلاله مع المهاجرِين بعد الحرب العالمية الثانية، وبتاريخ التمثُّلات حول العرب والمسلمين (منذ العصر الوسيط إلى اليوم)، وصولاً إلى التمييز القانوني الذي تصنعه المؤسّسات الرسمية الفرنسية تجاه المسلمين.

ومن أبرز الأطروحات التي يأتي بها المؤلّفان، والتي لا يتوقّفان عن إعطاء أمثلة وتحليلات حولها، قولهما بأن طريقة التعاطي مع الإسلام والمسلمين في فرنسا تشكّل موضوعَ "إجماع وطني"، بحيث يتّفق الجميع، أو يكاد، على أن حضور الإسلام والمسلمين في فرنسا "يطرح مشكلةً".

كما أنهما لا ينظران إلى الإسلاموفوبيا (وهي مفهومٌ يعترفان بهشاشته نظرياً)، بوصفها تعبيراً عن ممارسات وأفعال عدائية فحسب تجاه المسلمين، بل يفهمانها كظاهرة اجتماعية عمومية، في فرنسا، تتمثّل باختزال الآخَر إلى انتمائه الديني، الحقيقيّ أو المفترَض.

تدير جلسة "المركز العربي" الباحثة ليلى سورا، ويلي مداخلتَيْ الباحثين نقاشٌ مع الحاضرين وتوقيع لنُسَخ منه.

المساهمون