"المثقف والمقاومة": كنفاني وهلسا وغرامشي وفانون والأعرج نموذجاً

07 نوفمبر 2023
مظاهرات في عمّان دعماً لغزة، 27 الشهر الماضي (Getty)
+ الخط -

ضمن فعالياتها المخصّصة لدعم المقاومة وفضح الهمجية الصهيونية، تُقيم "الجمعية الفلسفية الأردنية" في عمّان عند السابعة من مساء اليوم الثلاثاء محاضرة بعنوان "المثقّف والمقاومة" يلقيها أستاذ الفلسفة العربية الحديثة والمعاصرة محمد الشياب.

تضيء المحاضرة التي تعقبها حوارية مع الجمهور، نماذج خمسة أساسية في سياق العلاقة الوثيقة بين الثقافة والمقاومة، وهُم: الروائي الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني (1936 - 1972)، والروائي الأردني غالب هلسا (1932 - 1989)، والفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي (1881 - 1937)، والمفكّر المارتنيكي فرانز فانون (1925 - 1961)، والناشط الفلسطيني الشهيد باسل الأعرج (1984 - 2017).

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يشير الشياب إلى أن محاضرته تركّز على ارتباط مفهوم المثقّف بقيمته النضالية والنقدية، بالعودة إلى تنظيرت عدد من المفكّرين منهم محمد عابد الجابري الذي يُعرّف المثقف بأنه ذلك الذي يلتصق بهموم وطنه وهموم الطبقات المقهورة، وأنه "المثقف العضوي" الذي يضع نفسه في خدمة المجتمع ويواجه تحدّياته المختلفة دفاعاً عن الحق والحقيقة، ورفضاً لكل أشكال الظلم والقهر والتسلّط في المجتمع.

تركّز المحاضرة على ارتباط مفهوم المثقّف بقيمته النضالية والنقدية وسعيه نحو التحرّر

ويستعيد تجربة كنفاني الذي لم يَفصل مشروعه الأدبي عن نضاله، حيث يقول إن "المثقّف أول مَن يقاوم، وآخر من ينكسر"، وكان يرى أن عمله الثقافي والصحافي ليس سوى تعويضٍ متواضعٍ لغياب السلاح، ويذهب إلى أبعد من ذلك في نقد المثقفين حين يعجزون عن أداء دورهم المقاوم، بقوله "إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغيّر المدافعين لا أن نغيّر القضية...".

أما هلسا فكان يؤكّد على ضرورة النضال لجعل الثقافة تحتلّ مركز الصدارة في الفعل الثوري، بحسب الشيّاب الذي يوضّح بأنه كان منشغلاً بالواقع السياسي والثقافي والفكري من خلال انخراطه في صفوف المقاومة الفلسطينية في بيروت، وقدّم نقداً جذرياً للتوجّه نحو التسوية وإنهاء الصراع مع العدو، حيث كان يرى الثورة الفلسطينية في قلب المشروع العربي لتحديث بُنية المجتمع والتحرّر الوطني.

ويتطرّق أيضاً لفانون الذي شارك في الثورة الجزائرية من منطلق إيمانه أن المثقّف المستعمَر عليه أن يُحارب مع شعبه بعضلاته قبل أن يتصدّق عليه بفضلات يسمّيها إنتاجاً أدبياً أو ثقافياً أو فنياً أو علمياً، فلا ثقافة لأمّة إلا في إطار حرّيتها وسيادتها.

ويلفت الشياب إلى أن غرامشي كان يُعرّف المثقف بكونه ناقداً اجتماعياً يعمل في مجال الإنتاج الثقافي ويكرّس نفسه لخدمة القضايا الأساسية في المجتمع، وهي رؤية تبنّاها الشهيد باسل الأعرج (1984 - 2017) الذي جمع بين النضال والثقافة وترك كتابات عديدة حول المثقّف المُشتبك الذي لا يكتفي بالتنظير بل يعمل على الأرض في مواجهة الاحتلال وقوى الاستبداد، ويسعى إلى إقامة العدالة الاجتماعية، وهي الأفكار التي دافع عنها الأعرج حتى استشهد في اشتباك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في السادس من آذار/ مارس 2017.
 

المساهمون