العمارة السورية في القرن العشرين: أرشفة رقمية لإرث لم يبق منه الكثير

18 يونيو 2024
ساحة المرجة في دمشق عام 1965 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- انطلقت مبادرة "أرشيف العمارة الحديثة في سوريا" لتوثيق التجربة المعمارية السورية في القرن العشرين، مشاركةً إياها ضمن السياق التاريخي والثقافي الأوسع، مع التركيز على تقاطعاتها مع الحقول السياسية والاقتصادية والفنية.
- أُطلقت منصة إلكترونية تجمع أرشيف المبادرة، متوفرة باللغتين العربية والإنكليزية، تضم تصنيفات متعددة تشمل الأرشيف، المعماريين، المشاريع، والمسابقات المعمارية، بالإضافة إلى توثيق لأكثر من 100 مشروع للمعماري نزار الفرّا.
- تسلط المنصة الضوء على 18 مشروعاً معمارياً بارزاً في سورية، بما في ذلك مكتبة جامعة دمشق، مع توثيق شامل يشمل الرسوم المعمارية، الصور، المستندات الرسمية، والتاريخ الشفوي للمعماريين وأعمالهم الفنية والهندسية.

في صيف العام الماضي، انطلقت مبادرة "أرشيف العمارة الحديثة في سوريا" من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تُعرّف عن نفسها بأنها "مبادرة بحثيّة توثيقية تسعى إلى مشاركة التجربة المعمارية السورية في القرن العشرين ضمن سياقها التاريخي بما هي جزء من المشهد الثقافي الأوسع للمنطقة والعالم، وتوضيح تقاطعاتها مع مختلف الحقول السياسية والاقتصادية والفنّية".

وفي الثامن من حزيران/ يونيو الجاري، أعلنت المُبادرة عن إطلاق منصّة إلكترونية تجمع أرشيف المجموعة، عبر موقعها الخاص على الإنترنت (www.amasyria.com)، والذي يتوفّر باللغتين العربية والإنكليزية؛ حيث تتميّز المنصّة بواجهة بسيطة مُقسّمة إلى ستّة تصنيفات: "من نحن"، و"الأرشيف"، و"تواصلوا معنا"، و"المعماريّون"، و"المشاريع"، و"المسابقات المعمارية".

تُضيء المنصّة 18 مشروعاً معماريّاً من بينها "مكتبة جامعة دمشق"

في الخانة الأُولى، "من نحن"، يُوضِّح القائمان على المشروع: أحمد صلاح وميرما الورع، الغايةَ من المنصّة التي تُضيء المشاريع المعمارية والحضرية والفنّية المُصمَّمة في سورية أو من قبل معماريّين ومُمارسين سوريّين، والوثائق المُؤرشَفة رقميّاً عن هذه المشاريع، من الرسوم المعمارية إلى الصور القديمة والحديثة والمستندات الرسمية، وكذلك التاريخ الشفوي كما يرويه المعماريّون أنفسهم أو أفراد من عائلاتهم وزملائهم.

أمّا في "الأرشيف"، فنجد توثيقاً لكامل أرشيف المعمار السوري الراحل نزار الفرّا (1933 - 2020)، والذي يتألّف من أكثر من 100 مشروع و1500 وثيقة، بالإضافة إلى أكثر من تسعين عدداً من مجلّة "المهندس العربي" الصادرة عن "نقابة المهندسين" في سورية منذ عام 1961. ونقرأ في "المسابقات المعمارية" قصّة مُسابقة مشروعين، الأوّل لم يُنفّذ: "مسابقة مَحطَّة انطلاق الباصات والسيّارات" في دمشق (1967)، والثاني رأى النور بعده بثلاث سنوات، وهو "مبنى خزانة تقاعد نقابة المهندسين" في اللاذقية.

وتحت تصنيف "المعماريّون"، نقع على توثيق لسيرة خمسة عشر معمارا سوريّا، بما في ذلك أبرز المشاريع الهندسية التي وقّعوها، والكتب والمؤلّفات التي وضعوها، ومن بينهم: عبد الرؤوف الكسم (1932)، وشارل كسّاب (1945 - 2024)، وبول شنيارة (1942)، ووهبي الحريري آلرفاعي (1914 - 1994)، ويوسف أبو حديد (1943 - 2003)، وبرهان طيّارة (1935 - 2018)، ومأمون الورع (1945)، وبشير مهندس (1931 - 1995).

تُضيء المنصّة، أيضاً، على ثمانية عشر مشروعاً معمارياً أُنجزت في سورية خلال القرن العشرين، ومن بينها "مكتبة جامعة دمشق"، حيث نقرأ حكاية هذا المشروع التي تعود إلى عام 1952 عندما "أَوْكَلَ الدكتور قسطنطين زريق، رئيس جامعة دمشق حينها، تصميمَ بعضِ منشآت الجامعة إلى المعمار السوري خليل الفرّا، وكانت مكتبة الجامعة المركزية التي اتُّخذ قرار العمل بها عام 1952 هي المشروع الثاني في هذا الصّدد. كُلّف زريق بانتقاء الموقع المناسب لهذا المشروع، ولكن كانت الخيارات محدودة. فقد وقع الخيار الأوّل في القسم الطبّي والإداري من حرَم الجامعة، والذي كان غير صالح لكونه مكتظّاً بالمباني وفُضّل أن يبقى مخصَّصاً لطلّاب الطبّ فقط. أمّا الخيار الثاني فكان في القسم الجنوبيّ من حديقة أمام كليّة الحقوق (الثّكنة الحميدية سابقاً) بالقرب من المدخل الشرقيّ لمجمّع كليّات جامعة دمشق في منطقة البرامكة، وهو الموقع المختار لمشروع المكتبة".
 

"المركز العربي".. لبنان خلال قرن من الكتابات التاريخية
المساهمون