على الرغم من أنّ القوانين والاتفاقيات الدولية تمنع التعرّض للمستشفيات المدنية المنظَّمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى؛ إلّا أنّ الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ اليوم الأوّل من حرب الإبادة التي دخلت يومها المئة، وضع المستشفيات والطواقم الطبّية في غزّة في دائرة الاستهداف المباشر، وهو ما أدّى إلى تفاقم الوضع الكارثي للقطاع الصحّي مع وجود أعداد هائلة من المصابين.
ووثّقت "منظّمة الصحّة العالمية"، حتى أوّل أمس، قيام الكيان الصهيوني بشنّ 625 هجوماً على مرافق الرعاية الصحّية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة منذ السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي. وتشمل هذه الأرقام معظم المستشفيات في غزّة، والتي ألحق الاحتلال أضراراً بالغة بها أدّت إلى إخراجها عن الخدمة، بينما ظلّ 15 مستشفىً فقط تعمل بشكل جزئي.
ووفق أرقام وزارة الصحّة في غزّة، فقد استهدف الاحتلال الإسرائيلي 150 مؤسَّسة صحّية، ما أدّى إلى إخراج 30 مستشفى و53 مركزاً صحّياً عن الخدمة، كما استهدف ودمّر 121 سيارة إسعاف. وقالت الوزارة، في بيان لها أوّل أمس، إنّ الانتهاكات الإسرائيلية بحقّ المنظومة الصحّية في القطاع أدّت إلى استشهاد 337 من الكوادر وأصحاب الاختصاص الطبّي، واعتقال 99 كادراً في ظروف قاسية وغير إنسانية.
هذا الوضع، بالإضافة إلى وضع القطاع الصحّي في الضفّة الغربية، تُناقشه جلسة حوارية تُقيمها "جمعية الثقافة العربية" في مدينة حيفا المحتلّة، عند السابعة من مساء بعد غدٍ الثلاثاء، تحت عنوان "الصحّة الفلسطينيّة في ظلّ الحرب على قطاع غزّة: ما بين قصف المستشفيات في القطاع وجنين والتحريض على الأطبّاء في الداخل".
يتحدّث في الجلسة، التي تُعقد عبر منصّة "زووم" كلٌّ من الباحثة نهاية داوود؛ رئيسة "لجنة متابعة القضايا الصحّية في المجتمع العربي الفلسطيني"، وغادة مجادلة؛ الباحثة في مجال صحّة الفلسطينيين وعضو "الشبكة - شبكة السياسات الفلسطينية".
وتضيء الحوارية، وفق المنظّمين، أبعاد استهداف القطاع الصحّي في ظلّ الحرب التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة والضفّة الغربية، والتحريض الذي يعيشه الأطباء في الداخل، والذي وصل إلى حدّ توجيه اتّهامات للأطبّاء العرب بقتل المصابين في المستشفيات.
وكان الحاخام الإسرائيلي مئير شموئيلي وجّه، خلال محاضرة له في كنيس يديره، اتهامات للطواقم الطبّية العربية في المستشفيات والمراكز الطبّية بـ"قتل مرضى من اليهود"، ودعا إلى عدم التوجُّه إلى المستشفيات والمراكز الصحّية التي تعمل فيها طواقم طبّية عربية، زاعماً أنّ الأطباء العرب "يقتلون المواطنين اليهود ويقومون بإعطاء وصفات طبّية خاطئة تؤدّي إلى ضرر وبتر للأطراف". وأثارت هذ التصريحات استياء الطواقم الطبّية العربية في المجتمع العربي بالداخل المُحتلّ، والتي اعتبرتها تحريضاً مباشراً بالقتل.