"المعماري والرسام..هل تأثر لارديكو Art déco بالعمارة العثمانية المتأخرة؟" كتاب صدر حديثاً عن "منشورات خطوط وظلال" في عمّان للباحث العراقي شاكر لعيبي (1955)، كما يصدر له العام المقبل طبعة جديدة من كتابه "العمارة السوريالية" عن الدار نفسها.
الفرضية الأساسية التي يقوم عليها بحث لعيبي في كتاب "المعماري والرسام" أن المدرسة المعروفة في تاريخ الفن باسم لارديكو، تأثّرت بالعمارة العثمانية المتأخّرة. يشكّل دخول هذا الفن نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، إلى العمارة العربية مفتاحاً ثميناً لإدراك علاقة جزء حيوي من التشكيل العربي والعمارة بفكرة الحداثة.
يحاول الكتاب أن يُظهر كيف تواصلت الجهود في استلهام الإرث الفني الإسلامي المحدث، عبر الطريق العثمانية من أجل تأسيس وعي حديث موضوعه العمارة، التي هي تلخيص رفيع لبعض مشكلات الفن التشكيلي العربي الحديث.
يضيء الكتاب المسارات التي اجتازها الفن الإسلامي نحو تشكيله المعاصر عبر العمارة المأخوذة بصفتها محوراً متشابك التقاطع من خلال أمثلة كثيرة في العالم العربي مثل المصري حسن حنفي، والعراقي رفعت الجادرجي، والأردني راسم بدران، والتونسي طارق بن ميلاد، والمصري خالد عزّام. يعتبر المؤلف أن هذه أمثلة نموذجية تقدّم مقترحات تربط بين الفن الإسلامي والفن التشكيلي المعماري المعاصر.
رغم السمات التي ميّزت هذا المنعرج المعماري نحو الحداثة فلا يمكن فك الاشتباك بين انشغالات المعماريين الجمالية والمفهومية مع أقرانهم التشكيليين الآخرين الرسامين والنحاتين، فليس من المصادفات أن يكون الكثير من المعماريين العرب الحداثيين قد مارسوا الرسم والتصوير الفوتوغرافي والبحث.
أما كتاب "العمارة السوريالية: قراءة معمارية وجمالية في عمارة مطماطة وتطاوين وجبل نفوسة" الذي تصدر منه طبعة جديدة قريباً عن الدار نفسها، وفيه يطرح لعيبي سؤالاً إن كان يمكن أن تكون العمارة نوعاً من الشعر بالمعنى الأقرب إليه، ويقارن بين الخيال في الشعر والخيال في العمارة. ويأتي الكتاب في خمسة فصول؛ الأول "العمارة- تحت الأرضية في مطماطة"، والثاني "العمارة الحلمية: قصور تطاوين"، والثالث "عمارة حرب النجوم"، والرابع "حفريات اللاوعي"، والخامس "الوحدة اللونية ورمزية التمثيلات".
يتضمّن الكتاب ملاحق مختلفة؛ الأول يضمّ الصور، والثاني نظام الري وتوزيع الأحياء حسب الميثولوجيا المحلية، والثالث ملحق حول منحوتات عفوية الألوان ومعمار من الجصّ والنخيل.