"الحياة محظورة في غزّة": تظاهرة فنّية أمام "محكمة العدل"

08 ابريل 2024
من أمام "محكمة العدل الدولية" في لاهاي، 26 شباط/ فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تنظم مجموعة "تحالف الفن والثقافة في برلين" و"الصوت اليهودي للسلام العادل في الشرق الأوسط" تظاهرة فنية في برلين للتعبير عن الرفض لدور ألمانيا في دعم إسرائيل، وذلك بالتزامن مع جلسة بحث دعوى نيكاراغوا ضد ألمانيا في "محكمة العدل الدولية" بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية بغزة.
- يهدف المنظمون من خلال إحضار مواد ممنوعة من قبل إسرائيل للتظاهرة، كالماء ومعاطف الإسعاف، إلى إظهار الوحشية العبثية للحصار على غزة والضغط على الحكومة الألمانية لوقف دعمها لإسرائيل ورفع الحصار.
- تسلط التظاهرة الضوء على الدعم الألماني المستمر لإسرائيل رغم الإدانات الدولية، مع التأكيد على أن المجاعة في غزة يمكن إنهاؤها في يوم واحد إذا سُمح بدخول المساعدات، مما يدعو إلى إعادة النظر في السياسات الألمانية تجاه القضية.

تنظّم اليوم الاثنين مجموعة "تحالف الفنّ والثقافة في برلين"، و"الصوت اليهودي للسلام العادل في الشرق الأوسط" تظاهرة فنّية تتخلّلتها عروض موسيقية وأدائية أثناء وبعد الاستماع إلى جلسة البحث في الدعوى التي رفعتها نيكاراغوا في "محكمة العدل الدولية"، لمحاسبة ألمانيا على "تسهيلها الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في غزة"، تحت شعار"الحياة محظورة في غزّة" (Life banned in Gaza).

وذلك إشارة إلى الحصار الخانق الذي تفرضه دولة الاحتلال على غزّة منذ عام 2007، والذي بلغ ذروته منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مع القصف المتواصل والاستهداف المتعمّد للمدنيّين، ما سبّب كوارث إنسانية لا تزال مستمرّة، ويرى النشطاء أنّ ألمانيا شريكة في هذا التقتيل والحصار والتجويع "ليس فقط من خلال الغطاء الدبلوماسي لجرائم الاحتلال وإسكات كلّ الأصوات المعارضة داخل حدود الدولة الفيدرالية، بل من خلال تزويد إسرائيل بأكثر من 30 في المئة من الأسلحة، ومن خلال قَطْعها الدَّعم المالي لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين أونروا".

إظهار الوحشية العبثية التي تُمارس بدعوى "حقّ الدفاع عن النفس"

وقد دعا المنظّمون إلى إحضار "مواد ممنوعة من قبل إسرائيل" إلى المظاهرة، كقوارير الماء أو معاطف الإسعاف الأوّلي، أو مواد غذائية كالحبوب والتمور، أو كراسي متحرّكة وعصي لذوي الاحتياجات الخاصة أو حتى فساتين زفاف، وكلّها موادّ حظرت دولة الاحتلال إدخالها إلى غزّة في الفترة الأخيرة، ويهدف هذا التعبير الرمزي إلى "إظهار الوحشية العبثية التي تُمارس بدعوى الدفاع عن النفس".
 
ويهدف النشطاء من خلال هذه التظاهرة إلى "الضغط على الحكومة الألمانية لوقف دعمها المادّي والدبلوماسي لعملية الإبادة الجارية، ولوقف كامل لتوريد الأسلحة، وإعادة الدعم لوكالة أنروا، والضغط بكلّ الطُّرق المُمكنة على إسرائيل لرفع فوري للحصار عن غزّة، والتوقّف عن تجريم كلّ الأصوات المعارضة داخل ألمانيا" بحسب بيان صدر عنهم. وقد أكّد البيان أنّ المجاعة في غزّة يُمكن إنهاؤها خلال يوم واحد فقط، وذلك لوجود مئات الشاحنات التي تحمل أطناناً من المساعدات وتنتظر عند معبر رفح، والتي تمنع دولة الاحتلال دخولها إلى القطاع.

يُشار إلى أن ألمانيا كانت أوّل من بادر للدفاع عن دولة الاحتلال في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا في "محكمة العدل الدولية"، لمحاكمة "إسرائيل" بالإبادة الجماعية، ورغم أنّ المحكمة قد أقرَّت منطقية الحجج والبراهين ووافقت على النظر في القضية وطالبت "إسرائيل" بإعداد التقارير واتّخاذ إجراءات لمنع قتل المدنيين، إلّا أنّ ألمانيا استمرَّت في دعمها غير المشروط لدولة الاحتلال، ولم تلتفت حتى إلى احتمالية وجود أي مخالفات، وأصرَّت على نفس النغمة بـ"الوقوف الكامل خلف إسرائيل"، مع محاولة إعلامها الرسمي لتسخيف دعوى جنوب أفريقيا بل والتهجّم عليها، ما دفع نيكاراغوا إلى رفع قضية على ألمانيا نفسها بتُهمة "التواطؤ على الإبادة الجماعية"، وهي القضية التي تنظر فيها "المحكمة الدولية" اليوم الاثنين.
 

 

المساهمون