تميّزت الإمبراطورية العثمانية، عبر تاريخها، بتعدّدية على المستوى اللغوي، خاصة في القرون التي شهدت تأسيس الدويلات التركية الأولى بداية من القرن الحادي عشر للميلاد وما تلاه؛ وذلك يعود إلى احتوائها على مزيج واسع من الشعوب والعناصر الإثنية.
وقد سجّلت كلٌّ من العربية بوصفها لغة العلوم الشرعية، والفارسية كلغة مستخدمة في الأدب، حضوراً قوياً إلى جانب التركية التي لم تكن حازت بعدُ صفة "لغة الدولة الرسمية"، بحُكم أنّ هذا المفهوم تبلور في أواخر القرن التاسع عشر.
"التعدّدية اللغوية، والترجمة، والنقل: اللغة الفارسية في الإمبراطورية العثمانية" عنوان المؤتمر الذي ينتظم في "مكتبة غوتا" التابعة لـ"جامعة إيرفورت" الألمانية، ويتواصل لمدّة ثلاثة أيام (27 و28 و29 نيسان/ إبريل الجاري)، ويهدف إلى استكشاف دور التعدّدية اللغوية في إنتاج المعرفة من خلال اللغات الثلاث الفارسية والتركية والعربية التي كانت منتشرة في الإمبراطورية، ويشارك في المؤتمر باحثون من تركيا وإيران وألمانيا والنمسا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.
يُفتتح المؤتمر عند السادسة من مساء الخميس المُقبل، بورقة بحثية تحت عنوان "الفارسية في أرضروم: نصوص، وترجمات، ونقولات"، يقدّمها البريطاني آندرو بيكوك.
على جدول أشغال اليوم الثاني مجموعة أرواق، وهي: "قراءة مصطفاي بالتركية: في ترجمة نزهة القلوب في القرن السابع عشر- بدليس" لساشا السنككلي، و"الشعر الفارسي والسّلطة الصوفية: نظرة إلى التفاسير العثمانية المبكّرة للقرآن" لكاميليا أتاناسوفا، و"مرايا الأمراء ونشوء الإمبراطورية: حول صياغة المخطوطات الهمايونية في القرنين السادس عشر والسابع عشر" لفليب بوخولت، و"'نيغارستان' لكمال باشا زاده: محاكاة عثمانية لـ'كلستان' سعدي شيرازي و'بهارستان' الجامي" لذاكر حسين غول، و"من قرّر؟ نقوش عربية وفارسية في مسجد السلطان محمد الأول في بورصة (1419 - 1424)" لفيرونيكا بوير.
ومن أوراق اليوم الأخير: "المستشرقون الإنكليز وقواميسهم الفارسية التركية" لنيل بلابيك، و"قاموس عربي فارسي للناطقين بالتركية: حالة 'المرقاة في اللغة الفارسية'" لعلي شابوران؛ و"الإيكولوجيا اللغوية لمنطقة (العبور) العثماني" للودفيغ بول، و"تاريخ الاستعارة في الأدبين الفارسي والعثماني" لرينو سوليه.