إيزابيل فرنانديز.. حين شُيّد قصر الحمراء

19 سبتمبر 2023
من الفيلم
+ الخط -

قبل نحو سبع سنوات، بدأت المخرجة الإسبانية إيزابيل فرنانديز بحثها في تاريخ غرناطة، ضمن افتتانها بالتراث الإسلامي في أوروبا عموماً، في محاولة لفهم أسباب اهتمام الناس بهذه الحاضرة التاريخية وبقصر الحمراء على وجه الخصوص، والتفكير بجزء أساسي من الهوية الأندلسية التي كان لها دورها البارز في نشأة الثقافة الأوروبية.

وفي نهاية العام الماضي، تمّ عرض فيلمها "بناة قصر الحمراء" الذي تعود من خلاله إلى عام 1340، زمن السلطان الأندلسي أبو الحجاج يوسف الأول (1318 – 1354)، الذي شيّد القصر الشهير من أجل أن يعكس قوة حضارته واستمراريتها، في لحظة كانت مملكته محاصرة بعد تقدّم الممالك المجاورة.

يُعرض الفيلم عند السادسة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء في قاعة الطاهر الشريعة بـ"مدينة الثقافة الشاذلي القليبي" في تونس العاصمة، بتنظيم من "المكتبة السينمائية التونسية" وحضور مخرجة العمل، حيث يعقب العرض نقاش مع الجمهور.

السيناريو الذي كتبته فرنانديز بمساعدة السيناريست مارغريتا ميلغار (الاسم الفني للكاتبيْن مونتسي غانغس وآنا سانث ماغايون)، يمزج بين التوثيق والدراما في تصوير الأحداث، انطلاقاً من كتاب "الإحاطة في أخبار غرناطة" للشاعر والفيلسوف الأندلسي لسان الدين بن الخطيب (1313 - 1374) الذي يؤدي دوره الممثل المصري عمرو واكد.

ابن الخطيب عمل وزيراً في بلاط يوسف الأول، وسيتشارك الاثنان في فكرة بناء قصر الحمراء، كما يرويها في الفيلم، إلى جانب الممثلين المغربيين سفيان بنساطي فرح أحمد علي، عادل كوكو الذين يواصلون رواية فصول القصة كاملة حين شكّلت الأندلس أبرز مراكز المعرفة والثقافة في القارة الأوروبية.

وينتقل الفيلم للحديث عن محمد الخامس، ابن السلطان يوسف، الذي يرث العرش ويبيّن الفيلم كيف شارك ابن الخطيب سياساته الجديدة ومنظوره للحكم، حيث عيّنه وزيراً ومستشاراً ولعب دوراً كبيراً في تلك الفترة، كما نُقشت أبياتٌ من شعره على جدران قصر الحمراء بغرناطة.

كما تضيء المخرجة الإسبانية كيف تمّ بناء هذا المعلم الفريد، ومن هُم أبرز البنّائِين والحِرفيّين والفنانين الذين شاركوا في تشييده، ودوافعهم لإنشائه، والمغامرة التي مثّلها المشروع، والصراعات التي دارت حول القصر في فترة تاريخية مليئة بالأزمات السياسية والمتغيّرات الاجتماعية.

وتتناول أيضاً فترة حكم أبي الحجاج يوسف الأول ابن الأحمر الذي أكمل بناء قصر الحمراء، وكان مهجوساً بتخليد أثر معماري فني في فترة شهدت الأندلس صراعات دموية بين طوائفها، وكذلك بينها وبين الممالك المسيحية، فأراد يوسف الأول أن يترك معلماً يُشير إلى حضارة لا يمكن نسيانها، بحسب رؤية إيزابيل فرنانديز.
 

المساهمون