إياد كنعان.. تحوّلات الفن التشكيلي الأردني منذ 1988

27 ديسمبر 2022
(وسط البلد في عمّان، Getty)
+ الخط -

في كتابه "تحوّلات الفنّ التشكيليّ في الأردنّ من فكّ الارتباط إلى الربيع العربيّ – بحث مؤثرات ما بعد الحداثة" (2014)، يتناول الفنان والباحث إياد كنعان نحو مئة نموذج من أعمال لفنانين أردنيين بوصفها جزءاً من تطوّر الفن التشكيلي العربي والعالمي، وليست معزولة عنه، متوقّفاً عند المدارس والتيارات الفنية التي ينتمي إليها هؤلاء الفنانون.

تنظّم "جمعيّة ألوان للإبداع الفنيّ" في عمّان، عند السادسة من مساء اليوم الثلاثاء، ندوة نقاشيّة حول الكتاب الذي صدر عن "المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر" ويضيء مساحة غير مطروقة بشكل منهجي في المكتبة الأردنية بسبب غياب الدراسات النقدية المعمّقة والراهنة.

يستعيد كنعان في الندوة محطّات أساسيَّة من تجربته النقديَّة الأولى، التي بُنيت على محاولته لاستدراج المعطى النقديّ التشكيليّ الأردنيّ المعاصر بأبعاده التاريخيّة العامّة، لتندمج بوعي سياسيّ واجتماعيّ وثقافيّ نقديّ مقارن. كلّ هذا في محاولة لتقديم قراءة ثقافيَّة تتجاوز المؤثرات البنيويّة الضيّقة، باتجاه محاولة فهم ظروف تلاقح الحدث التشكيليّ المحلّي بأبعاده الوطنيَّة، مع جملة من المؤثّرات والتيارات التشكيليّة الغربيّة واسعة الانتشار عالميّاً، التي ترافق حضورها أردنيَّاً مع الانعطافة الأهمّ في المشهد السياسيّ الأردني عام 1988، وهو العام الذي أُعلن فيه عن فكّ ارتباط الضفّة الغربية بالمملكة الأردنية التي حمتها حتى احتلالها من قبل "إسرائيل" عام 1967.

غلاف الكتاب

يُقارب الفنان مرحلة زمنية تبتدئ من ذلك العام، في محاولة لفهم مؤثّرات "ما بعد الحداثة" في المشهد التشكيليّ الاردنيّ، وما شكّلته من مخرج لمأزق "الهويّة الوطنيَّة" الأردنيّة، الذي نتج عن تداعيات "فك الارتباط" بالضفّة الغربية من فلسطين المحتلّة، وانعكاسات هذا التحوّل السياسي الأهم في التاريخ الأردني المعاصر، على محاولات إعادة صياغة "الخِطاب" الثقافي الأردنيّ في بُعده التشكيليّ، الذي لا يمكن تجاهل مساهمته الأساسيّة في رسم ملامح "الهويّة الثقافيّة الوطنيَّة"، سواء على المستوى الأردنيّ أو العربيّ.

ويتوقف كنعان عند حقبة محوريّة من تاريخ الأردن والفن التشكيلي فيه، الذي ترافق مع المخاضات العسيرة لولادة المجتمع الأردني بواقعه الجغرافيّ والديموغرافي، ويحتوي على أعمال فنانين أردنيين نُفّذت بين 1988 والمخاضات الأولى للربيع العربيّ، أي حوالي عام 2012، الذي شهد اندفاعة عربية وأردنيَّة تشكيليَّة كبيرة، في تبنّي "خطاب" الربيع العربيّ في جانبه السياسيّ بشكل خاص.

توزّعت الدراسة على ثلاثه فصول، يبحث الأوّل في الأطر النظريّة الأساسيّة لمفهوم "ما بعد الحداثة"، حيث يحاول المؤلّف تقديم فهمه الخاصّ لملامح الاتّفاق والاختلاف حول هذا المفهوم. في حين يذهب في الفصل الثاني إلى استقراء إنعكاسات حالة ما بعد الحداثة على المجتمع الأردنيّ، وتجلّياتها على البيئة الحاضنة للفن التشكيليّ في البلد. وينتهي كنعان في الفصل الثالث إلى تتبع ورصد أثر تيارات ما بعد الحداثة في الفن التشكيلي الأردنيّ المعاصر.

يُذكَر أن إياد كنعان حاصل على دكتوراه في الفن وعلوم الفن من "الجامعة اللبنانيّة"، ويركّز أبحاثه حول الفنّ التشكيليّ في الأردن بشكل خاص، وفي العالمين العربيّ والاسلاميّ بشكل عام. كما أقام، بوصفه فنّاناَ، عدداً من المعارض الفرديّة بين عمّان وبيروت، وشارك في معارض جماعية عربية.
 

المساهمون