إمبراطوريات آفلة وأُخرى آهلة

17 أكتوبر 2024
قرية الخيام جنوبي لبنان بعد غارة إسرائيلية، 30 أيلول/ سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعاني شعوب المنطقة من الاستبداد الرأسمالي منذ قرن، حيث تُعتبر ضحايا لإمبراطوريات الغرب المتعاقبة، بدءًا من بريطانيا وفرنسا وصولاً إلى الولايات المتحدة، مما يتطلب يقظة وقوة لمواجهة الإرهاب الذي نشأ من الغرب.
- يواجه لبنان تحديات هائلة بسبب دعمه للفلسطينيين، بينما تظهر أصوات يساريين سابقين تشمت بمآسي الناس، مما يثير تساؤلات حول دوافعهم وتغير مواقفهم.
- الشرف يتطلب التعاطف مع معاناة الآخرين، حيث أن الخيانة قد تُعتبر وجهة نظر في المستقبل، وفقًا لحكيم الثورة.

لا أريد أن أتوقّف عن كوني الآخرين: أشعر بما يشعرون، وأكتبه بحبر الأنا. فما شعوب هذه المنطقة التعيسة من العالم، طوال قرن ونيف، إلّا ضحايا الاستبداد الرأسمالي، عرفوا ذلك أم لم يعرفوا.

نحن حجارة شطرنج في يد إمبراطوريات الغرب الآفلة، والآهلة. انتقلنا من عسف بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا إلى عسف أميركا. هذا كلّ ما في الأمر. هذا كان ويبقى وسيكون، ما لم نصحُ، وما لم نُعِدَّ لهم من قوّة كي نرهبهم، هُم أصل الإرهاب ومنشِئُه في العالم.

هذا هو الواقع، رضينا به أم لم نرضَ. لكنّ المؤلم (وشعب لبنان تحت أعتى درجات الهلاك، لأنّه وقف مع الفلسطينيّين) بروز أصوات ليساريّين سابقين، تُبدي الشماتة عن قحّة ووضاعة، بمآسي خلق الله.

يساريون كانوا جيّدين يوماً ما، ثم انقلبوا على أنفسهم، فهل للتوغّل في العمر سبب في ذلك، أم أنّ الآفة هنالك في مقدار الوعي. يساريون سابقون مع سياسة العدو: فرّق، تسُد.

أيّ ثقافة لهؤلاء وقد خسروا أنفسهم قبل خسرانهم لأيّ قيمة وقامة؟

إنّ الشرف ليحتّم أن تشعر بما يشعر به أهلُك، وإلّا من أنت في هذه المهلكة؟

رحم الله حكيم الثورة حين قال: إن وقتاً سوف يأتي، وستصبح فيه الخيانة مجرّد وجهة نظر.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون