في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الرواية والشعر والدراسات التاريخية والاقتصادية والنقدية والسياسية.
■ ■ ■
"ابن خلدون: سيرة فكرية" عنوان النسخة العربية من كتاب المؤرخ الفرنسي روبرت إرون، التي صدرت حديثاً عن "مركز دراسات الوحدة العربية" بترجمة عبد الله مُجير العمري. يحلّل المؤلّف من خلال دراسته المقدمة كيف سبقت آراء ابن خلدون زمنه الذي عاش فيه، إذ تبوَّأ عدداً من المناصب في البلاط الإسلامي المضطرب في شمال أفريقيا وإسبانيا المسلمة (الأندلس)، فأصبح لاعبًا سياسياً رئيسياً، وأستاذًا ومؤلفاً، ساهم في ذلك تبحّره في علم الكلام الإسلامي في العصور الوسطى، والفلسفة، والسياسة، والأدب، والاقتصاد، والقانون، والحياة القبلية.
عن "الكتب خان"، صدر مؤخّراً كتاب "رسائل الغريبة" للكاتبة اللبنانية هدى بركات. العمل كما ورد في تقديم الناشر هو سلسلة لوحات تعبيرية صغيرة، تتحدّث فيها بركات مرّة عن يوم في خريف باريس، ومرّة حول ألبومات الصور، ثم تنتقل للحديث عن مقهى "الروضة" في لبنان، أو بهجة الثرثرة في الفراغ العام للمدن الصامتة المنهمكة في العمل. نقرأ من مقدّمة الكتاب: "منذ سنين لا أحب تعدادها غادرتُ لبنان، وحتى الآن لم أصل إلى حيث حطت بي الطائرة. لم أستفد من تراكم الوقت. لا رحلت نهائيّاً ولا استقررت بالفعل في البلاد الثانية".
في كتابه "السلاح الاقتصادي" الذي صدر حديثاً عن "منشورات جامعة ييل"، يحلّل أستاذ التاريخ الأوروبي نيكولاس مولدر ظهور العقوبات الاقتصادية بين الحربين العالميتين لأول مرة، وتطويرها كوسيلة للهيمنة والدفاع عن الأممية الليبرالية، ورغم الادعاء بأنّها بديل عن الحرب أو وسيلة لمنعها، فإنّ المفارقة تكمن في قدرتها على التدمير بما بفوق تأثير الحروب ذاتها، من خلال العودة إلى أرشيف يتقاطع فيه التاريخ السياسي والاقتصادي والقانوني والعسكري، ويكشف كيفية استخدام هذه الأداة القسرية أداةً لـ"حفظ السلام" منذ تأسيس "عصبة الأمم" وحتى اليوم.
عن "الدار العربية للعلوم ناشرون"، صدر حديثاً كتاب "أرض الرحّل؛ ما بقي من أميركا في القرن الحادي والعشرين" للكاتبة الأميركية جيسيكا برودر بترجمة وتحقيق ماجد حامد. يستعرض الكتاب ظاهرة جديدة في الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، حين برزت أنماط جديدة للعيش لدى مواطنين أميركيين، معظمهم من كبار السن اختاروا التنقل بين الولايات من دون الاستقرار في مكان محدّد يلزمهم شراء او استئجار عقار ما، من خلال نقل تجاربهم الجديدة بوصفها "بداوة" الزمن المعاصر والتي تعدّ حالة رفض واستنكار للمنظومة الرأسمالية الجديدة.
صدرت مؤخراً طبعة جديدة من ترجمة محمد لطفي جمعة لكتاب "الأمير" لنيقولا ميكيافيلي في حجم كتب الجيب، ضمن سلسلة "المكتبة التراثية الصغيرة" (دار الكرمة). الكتاب من كلاسيكيات الأدب السياسي، وكثيراً ما اعتبر واحداً من أكثر الكتب لاأخلاقية، إذ يعلّم أساليب القهر والاستغلال والتحكم في البشر. لكنّ قراءة من زاوية مغايرة تجعل منه الكتاب الذي وضع تحت الضوء ممارسات الحكّام وما يفعلونه للمحافظة على السلطة. يعتبر كتاب "الأمير" أول كتاب في علم السياسة الحديث، إذ إنّه يتضمّن تأملات معمّقة لمفاهيم مثل الدولة والشعب والسلطة.
عن "المركز القومي للترجمة"، صدرت مؤخراً النسخة العربية من كتاب "تاريخ روسيا: من القبيلة إلى الأمة" لليف غوميليوف، بترجمة كلّ من: عاطف معتمد، وسعيد سيد خلف، ووائل فهيم. يعود غوميليوف إلى أوّل ظهور لاسم "روس"، وهو الاسم الذي حملته قبيلة وثنية صغيرة في شرق أوروبا، علماً أنّ الترجمة الحرفية لعنوان الكتاب هي "من روس إلى روسيا". في جميع محطات التاريخ الذي يكتبه، يعتمد غوميليوف على تخصصه في الحفريات، التي يعتبرها ضمانة لعدم نزوع الكتابة التاريخية نحو الأسطرة، وهو أهم ما يلمس في الروايات الرسمية لتاريخ روسيا.
"الاتصاف بالتفلسف" عنوان كتاب جديد للباحث الجزائري عبد الرزاق بلعقروز، صدر حديثاً عن "مركز نهوض". يتناول العمل مباحث في "التربية الفكرية"، وفيه يذهب المؤلّف إلى أنّ الحضارة الغربية المعاصرة تعيش اختلالاً عميقاً في فلسفة القيم والأخلاق، حيث سادت مجتمعاتِها المنظوراتُ الأداتية والنفعية والوضعية التي فصلت بين الأخلاق وأحكام القيمة، وأنّ الفلسفات الأخلاقية بنماذجها المختلفة أخفقت في معالجة الأمراض الاجتماعية للإنسان الحديث، معتبراً أنّ ذلك يدلّ على الحاجة الملحَّة لتطوير نموذج أخلاقي بديل لا يفصل بين الإيمان والعمل.
"الرواية العربية الرائجة" عنوان كتاب للباحث والأكاديمي المصري شريف حتيتة الصافي، صدر حديثاً عن "دار إشراقة"، وفيه يُقدّم قراءةً لظاهِرة الروايات الأكثر مبيعاً عربيّاً، في محاولةٍ للوقوف عند الأسباب التي تجعلُ من عمل روائيّ رائجاً، سواءٌ تلك المتعلّقة بالقارئ أو بعناصر النصّ نفسه. يَعتبر المؤلّف أنَّ هذه الظاهرة بدأت، عربيّاً، قبل قرابة ثلاثين سنة، لكنَّ متابعتها تأخّرَت، وكثيراً ما اتّسمت بالحذر. مِن الأسماء التي يُقاربها العمل: أحلام مستغانمي، وأحمد خالد توفيق، وأحمد مراد، ومصطفى خليفة، وأثير النشمي، ومحمد صادق.
عن "دار كيان"، صدر حديثاً كتاب "صراع العروش في سوريا والعراق" للباحث المصري بيشوي القمص. يتناول العمل، وهو الجزء الثالث من سلسلة تحمل عنوان "لا أحد يتعلّم من التاريخ"، صراعات الحُكم في سورية والعراق منذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة العربية الكبرى، مروراً بتأسيس الممالك الأربع في نجد والأردن وسورية والعراق. يُضيء الكتاب على محطّات تاريخية في سورية وصولاً إلى قيام "الجمهورية العربية المتّحدة" ونهايتها، ثمّ وصول عائلة الأسد إلى الحُكم. وفي العراق، يتناول تاريخ الملكية، والمطامع في دولة الكويت، ووصولاً إلى حكم صدّام حسين.
"مَوَجان" عنوان مجموعة شعرية جديدة للكاتب والمترجم اللبناني شربل داغر، صدرت مؤخراً عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب". ترافق القصائد رسومات للفنان وليد رشيد القيسي، ويصدّر داغر شعره بمقولة لأبي حيان التوحيدي: "إذا ارتجلَ كلاماً، وافترعَ معنى، فإنّه يكون مُطلقَ العنانِ في ضروب التصرف وأفانينِ التزويق، وغير موقوفٍ على شيءٍ متقدم، ولا متقٍّ شيئاً متوقعاً فجأته، على خلاف تقديره في وهمه ووضعه في نفسه، فخلوصُ الحال وسلامةُ البال يفضيان به إلى آخر ما في نفسه، لأنّ الواسطة الحائلة ساقطة، والحُجب مخروقة، والأولية معينة، والوحدة مساعدة".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
