في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الاجتماعية والسياسية والفلسفية والقصة القصيرة والشعر والرواية والمذكرات.
■ ■ ■
"المسألة الثقافية في الجزائر: النخب - الهوية - اللغة (دراسة تاريخية نقدية)" عنوان الكتاب الذي صدر للباحث ناصر الدين سعيدوني عن "سلسلة قضايا" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات". يستعرض العمل العوامل والسياقات التاريخية والاجتماعية التي أدّت إلى انقسام النخبة الجزائرية بعد الاستقلال بين الداعين إلى تعزيز الانتماء الحضاري العربي والإسلامي لغةً وهويةً ومرجعيةً حضاريّة، وبين من تبنوّا الثقافة الفرنكوفونيّة في محاولة لكبح مسعى استرجاع المجتمع الجزائري المتحرّر من الهيمنة الاستعمارية هويته المتجذّرة.
عن منشورات "كتب بانيبال"، صدرت حديثاً مختارات شعرية بعنوان "قصائد الإسكندرية ونيويورك" للفنان التشكيلي والشاعر المصري أحمد مرسي (1930) بترجمة رافائيل كوهين. يتكوّن الكتاب من مجموعتين شعريتين هما: "مرثيات إلى البحر الأبيض المتوسط"، و"ألبوم نيويورك". كتب مرسي قصائد المجموعتين بعد انقطاعه عن الكتابة إثر هزيمة حزيران/ يونيو 1967، وعودته إليها بعد أكثر من ثلاثين عاماً، وفيهما يستعيد ذاكرته الأولى في مدينته الإسكندرية والأمكنة والأحداث والشخصيات التي ارتبط بها، كما يتناول مواضيع المنفى والاغتراب وتأمّلاته فيهما.
ضمن سلسلة "يرقات الورقات" التي أطلقتها مؤخراً "دار كلمة"، صدرت مؤخراً مجموعة قصصية للكاتب والباحث التونسي المقيم في فرنسا نجم الدين خلف الله، وهو العمل القصصي الثاني له بعد "قلادة من الضفّة الأُخرى"، وله أيضاً كتب بحثية في الدراسات الدلالية. تضمّ المجموعة ثلاثين قصة من بينها: "ملامح غامضة"، و"قطار نحو الجنوب"، و"دار الشعب"، و"عزيزتي زينب". يشير المؤلّف، في توطئة كتابه، إلى أنّ قصصه يشدّها خيط ناظم وهو "مبدأ الخذلان، حيث عانت كل شخصية من شخصياتها قهراً خارجاً عن إرادتها فحجزها عن بلوغ الغايات".
صدر حديثاً عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" كتاب "محمد روحي الخالدي المقدسي (1864 - 1913): كتبه ومقالاته ومنتخبات من مخطوطاته" في مجلّدين. يحتوي المجلّد الاول خمسة من كتب السياسي والباحث الفلسطيني يُعاد نشرها اعتماداً على طبعاتها التي صدرت أوائل القرن الماضي. وفي المجلّد الثاني مقالاته التي نشرها في "الهلال" المصرية، و"جريدة طرابلس الشام" اللبنانية، إلى جانب منتخبات من مخطوطات تُنشر اعتماداً على نسخها المحفوظة في "المكتبة الخالدية" في القدس، ومنها "الديون العمومية العثمانية"، و"رحلة المقدسي إلى جزيرة الأندلس".
"الرئيس الزائد عن الحاجة" عنوانُ كتاب للصحافي الفرنسي إدوي بلينيل، يصدر هذه الأيام لدى منشورات "لا ديكوفرت" في باريس. يحمل العنوان معانيَ متعدّدة، إذ يمكن أيضاً أن يُشير إلى "الرئيس المفرط" في رئاسته، وهي بالمناسبة أطروحة هذا الكتاب الذي ينقد فيه المؤلّف الرئاسوية، ذلك الحضور المُفرط والزائد عن الحاجة لدور الرئيس. يكتب بلينيل أن "احتكار شخص واحد لإرادة الجميع يدمّر هذه الإرادة من داخلها" ويُضعفها، مضيفاً أن "الرئاسوية الفرنسية لا تتوقّف عن تقديم نفسها كعدوّ أساسي للجمهورية الديمقراطية والاجتماعية".
بترجمة نجاة عيسى، صدرت حديثاً، لدى منشورات "الرافدين"، النسخة العربية من رواية "مذكّرات مالتا لاوريدس بريجا"، للشاعر والكاتب النمساوي راينر ماريا ريلكه (1875 - 1926). صدر العمل للمرة الأولى بالألمانية عام 1910، وفيه يسرد البطل الدنماركي الشاب، مالتا لاوريدس بريجا، يوميات الوحدة والمرض التي يعيشها في باريس، مع تفريعات حول طفولته وأفكاره حول قضايا مثل الحب والخوف والعلاقة بالآخرين. تنقسم الرواية إلى دفترَيْ مذكّرات، ويُجمع النقّاد اليوم على التشابه الكبير بين بطلها وبين المؤلّف نفسه، ريلكه.
يتناول الكاتب والروائي الأميركي جورج باكر في كتابه "آخر أفضل أمل: أمريكا في أزمة وتجددّ"، الذي صدر حديثاً عن "منشورات فارر وشتراوس وغيرو"، أربع سرديات تقارب رؤية الأميركيين لأنفسهم في ظلّ الصدمة الاقتصادية والجائحة وحالة اليأس من الديمقراطية، والتي تسيطر على شرائح عديدة منهم، وتركّز الأولى على فكرة أميركا الحرّة التي تخدم مصالح الشركات، وأميركا الذكية التي تقود التطور التكنولوجي في العالم، وأميركا القومية المسيحية التي تعبّر عن ثقافة البيض، وأميركا العادلة التي ترى مواطنيها متساوين وترفض التمييز ضدّ أي مكوّن منها.
في طبعة مشتركة بين "ضفاف" و"الاختلاف"، صدر مؤخراً كتاب "ثيودور أدورنو: قراءات في فكره النقدي والسوسيولوجي والجمالي" وهو مجموعة دراسات حول المفكر الألماني جمعها وترجمها الباحث الجزائري كمال بومنير، فيما قدّم الكتاب محمد شوقي الزين. شارك في الكتاب ثمانية باحثين من بينهم: بيير زيما، وجيرار روليه، وإيمانويل رونو، ومارك جيمنيز. يجمع بين هذه المقالات تأكيدها على راهنية فكر أدورنو؛ حيث كان من روّاد النقد الثقافي للرأسمالية، وهو ما يزيد من الحاجة إلى كتاباته اليوم مع الأزمات المتكرّرة التي تعرفها الرأسمالية.
في "الفتاة التي نتّصل بها"، روايته الأخيرة الصادرة حديثاً لدى "منشورات مينوي" في باريس، يروي الكاتب الفرنسي تانغي فيال (1973) حكاية لورا، الفتاة الثلاثينية التي تقرّر العودة للسكن قرب والدها ماكس، الذي يعمل سائقاً لدى عُمدة المدينة. يفكّر ماكس في الاستعانة بالعمدة لمساعدته في العثور على بيت، لكنّ نوايا العمدة لن تتوقّف عند المساعدة... كما جميع روايات فيال منذ "الجريمة في كَمالها المُطلق" (2002)، قُوبلت "الفتاة التي نتّصل بها" بحفاوة نقدية في فرنسا، حيث تجمع بين التطلّب السردي والحفر في أسئلة اجتماعية.
عن منشورات "ورقة"، صدر مؤخّراً كتاب "الفيزيولوجيا الحيوانية" للباحثة التونسية سنيا الحملاوي باللغة الفرنسية. يهتمّ العمل بشرح عمل أنسجة الحيوانات متعدّدة الخلايا وأعضائها وأنظمتها وكيف تطوّرت مقارباتها في العقود الأخيرة بفضل التقدّم في علوم أُخرى مثل الفيزياء والبيوكيمياء والفحص المجهري. يتألّف الكتاب من ثلاثة فصول رئيسية هي: "علم وظائف الأعضاء التكاملي ومفهوم التوازن"، و"جهاز الغدد الصماء"، و"الجهاز العصبي"، وتُبرز الحملاوي الترابط بين هذه المكونات الهيكلية والوظيفية المختلفة للكائن الحي.