استمع إلى الملخص
- دراسات تاريخية وسياسية: تشمل الإصدارات البارزة كتاب "النفط والقومية والسياسة البريطانية في إيران" لجاك تيلور وكتاب "تفكيك الصورة النمطية عن الدولة العثمانية" لمحمد م. الأرناؤوط.
- إصدارات علمية وفلسفية: تتضمن كتاب "كون مرئي وأكوان خفية" لجواد بشارة حول نظرية الانفجار الكبير وكتاب "الزمن المنفلت" لمحمد نور الدين أفاية عن الزمن والتقدم في السياق العربي.
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تطلّ على القضية الفلسطينية من زاوية الكتابة الإبداعية واليوميات، كما تشمل مؤلّفات في النقد الأدبي ودراسات سياسية واجتماعية، وكتباً حول التراث الشعبي وغيرها.
■ ■ ■
"كأن تكون فلسطينيّاً: شذرات من سيرة ذاتيّة"، عنوان كتاب الناقد الفلسطيني فيصل درّاج (1942)، الصادر عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر". من الفصل الأوّل نقرأ: "كان صباحاً بارداً يدفعني إلى الخارج ولا أفهم ما يقول. أذكر أُمّاً تغلق باب الدار بمفتاح كبير، تخرج صامتة وتعود إلى الباب تفتحه وتدخل الدار لحظات، تعود وتغلق الباب وتندفع إلى الأمام، تخفي عينيها بحجاب من ضباب. وأذكر شاحنة رمادية مُخلّعة الصوت ومطراً وهدوءاً كساه البرد، أتبع خطوات أُمّي ولا من أسئلة... وأتذكّر نفسي صبيّاً يسافر مع عائلته إلى موقع قريب".
يستكشف الباحث البريطاني جاك تيلور في كتابه "النفط والقومية والسياسة البريطانية في إيران: نهاية الإمبراطورية غير الرسمية 1941 - 1953"، الصادر حديثاً عن منشورات "بلومزبيري"، وضع إيران داخل الإمبراطورية غير الرسمية البريطانية، ويوضّح أنّ حكومة حزب العمّال البريطانية بقيادة كليمنت أتلي (1945 - 1951)، استخدمت الضغط والدعاية للحفاظ على سيطرتها على النفط الإيراني لمواجهة الوضعيات الجديدة التي فرضتها الحرب الباردة الناشئة، رغم المقاومة المحلّية التي واجهتها بأشكال متنوّعة، بما في ذلك النقابات العمّالية والتيارات ذات التوجّهات القومية الشعبية.
عن "الآن ناشرون وموزّعون"، صدر كتاب "تفكيك الصورة النمطية عن الدولة العثمانية.. مؤسسة 'الدفشرمة' نموذجاً"، للكاتب والأكاديمي الكوسوفي السوري محمد م. الأرناؤوط. يعود الكتاب إلى دراسات بلقانية استندت إلى وثائق عثمانية لتقدّم صورة مختلفة عن مؤسسة (الدفشرمة)، التي تضمّ النُّخبة العسكرية (الانكشارية)، والنخبة الإدارية (الولاة والوزراء)، التي تشكّلت منذ عهد مراد الأول وحتى محمد الفاتح، وجاء منها ولاةٌ كبار عُرفوا بما تركوه من منشآت عمرانية ضمن أوقافهم التي تذكّر بهم حتى اليوم؛ مثل مصطفى لالا باشا، وخسرو باشا، وسنان باشا.
في كلّ مجرّة مثل مجرّتنا درب اللبانة، توجد مئات المليارات من النجوم على غرار النجم المسمّى الشمس، وهو من النوع المتوسّط وهناك ما هو أكبر وما هو أصغر، لكنّ السؤال يبقى كيف نشأ الكون، ومتى ولماذا؟ أسئلة شائعة وتأسيسية ينطلق منها الباحث العراقي جواد بشارة في كتابه "كون مرئي وأكوان خفية: نظرات في أطروحة الأكوان المتعدّدة" الصادر عن "دار ومكتبة أهوار"، وفيه يُضيء آخر الدراسات العلمية حول نظرية الانفجار الكبير التي كلّ ما نعرفه عنها هو بفضل نسبيّة آينشتاين وفيزياء الجسيمات الأولية أو ميكانيك الكوانتوم أو الكموم.
عن دارَي "سرد" و"ممدوح عدوان"، صدرت روايةٌ جديدة للروائي السوري ممدوح عزّام بعنوان "الرجُل الرفيع بالقميص الأبيض". يدور العمل حول شخصية شاكر الصافي الذي تُثار تكهّنات كثيرة حول اختفائه، خصوصاً أنّه أمضى حياته على الهامش، غير مرئي تقريباً، ولم يتدخّل في شيء ولا سعى يوماً إلى شيء. من هذا الحدث، ينطلق عزّام ليروي المدينةَ في زمن الفوضى والجنون. نقرأ على الغلاف: "الرجُل الرفيع بالقميص الأبيض مقاربةٌ للخوف ومعناه وآلياته، وبحثٌ عمّا تتركه النزاعات والحروب من خراب، لا على المكان فحسب، بل على البشر أنفسهم".
"العصر الأميركي المظلم: الإقطاع العنصري وصعود الليبرالية السوداء"، عنوان الكتاب الذي صدر عن "منشورات جامعة برينستون" للباحث كيدريك روي. يضيء الكتاب كيفية تبنّي المدافعين عن التسلسل الهرمي العنصري ضمن منظور يشابه العصور الوسطى في أوروبا، مقابل عدد من المفكرين المناهضين للعبودية باعتبارها وصمة عار، من أمثال فرانسيس إلين واتكينز هاربر، وهوزيا إيستون، وهارييت جاكوبس، سعوا إلى إلغائها قبل اندلاع الحرب الأهلية عام 1861، وتركّزت انتقاداتهم على بنية المجتمع الأميركي وتناقضها مع قيم الحرية الفردية والمساواة والتقدم.
"ثناء على الجيل الجديد"، عنوان كتاب للباحث العراقي عبد الجبار الرفاعي، صدر عن دارَي "الرافدين" و"تكوين". انطلاقاً من تجربة عمله في التعليم لأكثر من أربعين سنة، يُخصّص المؤلّف هذا العمل للحديث عن الجيل الجديد من الكتّاب والباحثين والأكاديميّين، في محاولة لـ"تفسير ما يُميّز جيل الأبناء ويجعله متفوّقاً على آبائه وأسلافه"، وفق تعبيره. يكتب الرفاعي: "عملتُ في التعليم أكثر من أربعين سنة، وكنتُ وما زلت أقرب لرؤية جيل الأبناء من رؤية جيلي. ذلك ما يدعوني للكتابة عن هذا الجيل، وتثمين منجزه اليوم، وما يعِد به غداً".
للباحث المغربي محمد نور الدين أفاية، صدر عن "المركز الثقافي للكتاب" كتاب "الزمن المنفلت: هل ما يزال المستقبل مرغوباً فيه؟". يضمّ العمل قسمَين؛ يعالج الأوّل مسألة الزمن في علاقتها برهانات التقدّم وما يشغل الفكرَ بسبب تسارُع مستويات الوجود والحياة وما ينتج عنه من اهتزاز في العلاقات مع الذات والآخر والمكان والثقافة، كما يتناول التفلسف في السياق العربي وتجلّيات الفكر الفلسفي الأفريقي. ويتضمّن الثاني مراجعات لنصوص مفكّرين دعوا إلى استنبات أسباب النهضة والتحديث والاعتراف بالتعدّد الذي يشكّل مصدر ثراء للرأسمال الرمزي والثقافة السياسية.
"ما لم يقله ابن خلدون: قانون الفراغ في تفسير قيام الدول والجماعات وانهيارها"، عنوان كتاب الباحث المغربي كمال القصير الصادر عن "مدارات للأبحاث والنشر". يُعالج الكتاب الوجه الآخر لـ"قانون العصبية"، وهو ما سمّاه "قانون الفراغ"، الذي يبحث في العلل الخَفية، غير المادّية، وراء عملية قيام الدول والجماعات وانهيارها؛ فيُنظِّر له ويُتبع هذا التنظير بدراسات حالة، على امتداد فصول الكتاب، في تاريخ الإسلام واتساع رقعة دُوله شرقاً وغرباً إلى سقوط الدولة العثمانية. وذلك بهدف الانتقال بالمقولة الخلدونية إلى حقل التنظير العلمي.
بتوقيع المترجِم عمرو خيري، ومراجعة علي أموزاي، صدرت عن "المرايا للثقافة والفنون" الطبعة العربية من كتاب "الطبقة والتغيّر الفلّاحي" لـ هنري برنستين، وهو العمل الأوّل في سلسلة "التغيّر الفلّاحي والدراسات الفلّاحية". يرصد الكتاب الأهمّية الاستراتيجية لتحليلات الاقتصاد السياسي الفلّاحي، والقدرة على توسيع المجالات البحثية لهذه الدراسات التي تقدّم مقاربة بيئية واقتصادية حول مفهومَي الأرض والفلاحة. تعدّ السلسلة، وفقاً للناشر، "مهاداً نظرياً تطبيقياً لا غنى عنه لبناء البرامج الساعية إلى رفع الظلم الاجتماعي عن المجتمعات الريفية".