استمع إلى الملخص
- **"وأخذتُ رمادي من الشرق والغرب: تأمّلات نقدية"**: كتاب يزن الحاج ينقسم إلى ثلاثة أقسام، يتناول الحب والموت، تأملات مقارنة في أعمال كتّاب متنوعين، والفاجعة عبر التاريخ.
- **"موخيكا وتشومسكي"**: كتاب ساؤول ألفيدريس يجمع بين خوسيه موخيكا ونعوم تشومسكي لمناقشة قضايا إنسانية مثل تغير المناخ، الفساد، الشعبوية، وأزمة الرأسمالية من خلال حوارات عميقة.
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تشمل السيرة الذاتية والنقد الأدبي والدراسات السياسية والاجتماعية، ومؤلّفات في العلوم والتاريخ وغيرها.
■ ■ ■
"تُوت القدس: القصة الأُخرى ترويها الأشجار"، عنوان كتاب الصحافية والمُؤرِّخة الإيطالية باولا كاريدي (1961)، الصادر عن "منشورات فلترينللي" الإيطالية في مئة وستّين صفحة. تستعير صاحبة "عربٌ لا نراهم" (2007) رمزيّة الأشجار كي تروي تاريخ مدن الشرق الأوسط ومناطق من إيطاليا عاشت فيها، وتقدّم مزيجاً من السيرة الذاتية وشهادتها على أحداث سياسية معاصرة حيث تلتبس بأشجار التوت في القدس، والزيتون في بيت لحم، والجمّيز في غزّة، واللبخ في باليرمو، والتي تكمن وراءها قصص رجال ونساء تُعيد كاريدي إحياءها عبر سردية ناقضة للاستعمار.
للكاتب والمترجم السوري يزن الحاج يصدر عن "دار ألكا" كتابٌ بعنوان "وأخذتُ رمادي من الشرق والغرب: تأمّلات نقدية". ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام: الأول: نصٌّ طويل عن الحُبّ والموت يتناول تحوُّل ثيمتَيْ إيروس (الحُبّ أو الجنس) وثناتوس (الموت) في ميثولوجيات عدّة ولدى كُتّاب متنوّعي المشارب والأساليب؛ والثالث: نصٌّ طويل عن الفاجعة وتقلُّب مظاهرها مع صون جوهرها من گلگامش إلى أيامنا هذه حيث نكون الشُّهود على الفواجع قبل أن تبتلعنا ليكون غيرنا شاهداً علينا؛ وبينهما قسم ثانٍ يضمّ تسعة تأمّلات مقارنة في أعمال لكتّاب عديدين في رحلة أفراد من ثقافات ولغات عدّة، يتجاور فيها عبد الرحمن منيف وتشيخوف، وعلاء الديب وتِنِسي وليَمز، ونجيب محفوظ وگلگامش، وتلستوي وأسخولوس، ويسوع وحمزة بن عبد المطلب، وغيرهم، في متاهة مرايا متقابلة ومتقاطعة ومتوازية.
في كتاب "تشومسكي وموخيكا"، الصادر عن دار "ديباتي" الإسبانية يجمع الناقد المكسيكي ساؤول ألفيدريس مثقّفَين بارزين للحديث عن قضايا مؤثّرة في الإنسانية. من ناحية، خوسيه بيبي موخيكا، رئيس أوروغواي السابق والمتمرّد الذي حقّق شعبية هائلة لما امتاز به من تقشّف وحكمة وحسّ سليم. ومن أُخرى، نعوم تشومسكي، المثقّف الذي أحدث ثورة في علم اللغة وتناول مجموعة من المواضيع الإنسانية والفلسفية العميقة. من لقاء هذين تنشأ تأمّلات تسمح بمقاربة القضايا الكُبرى: عواقب تغير المناخ، والفساد، والشعبوية، وأزمة الرأسمالية واقتصاد السوق.
ضمن سلسلة "أطروحات الدكتوراه" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر كتاب "التجربة المغربية في قبول الآخر المختلِف: اليهود والمسيحيون (1856 - 1956)" لأستاذ التاريخ المعاصر والباحث المغربي محمد الصديق احمموشي. يضيء الكتاب تفصيلات العيش المشترك للمغاربة بين أتباع الديانات السماوية الثلاث، استناداً إلى الوثائق والمراسلات المخزنية، والتقارير الأجنبية على وجه الخصوص خلال مئة عام، من أجل فهم التقاسم المعيشي للمغاربة في ماضيهم القريب وحاضرهم، وكيف وُظِّف خلال الأزمات والمجاعات والأوبئة لتجاوز الحواجز الدينية.
كيف يُمكن للأطفال حديثي الولادة أن يُمسكوا بإصبع شخص بإحكام؟ ولماذا يُرسِل الجميع الرسائل النصّية وينقرون ويتصفّحون هواتفهم باستمرار؟ انطلاقاً من هذه الأسئلة يرصد الباحث البريطاني داريان ليدر (1965) في كتابه "الأيدي ماذا نفعل بها؟ ولماذا؟"، الصادرة ترجمتُه عن "مكتبة عدنان" بتوقيع المترجمة هناء خليف غني، الدلالات الاجتماعية والوظيفية للأيدي، ومن خلال استخلاص أمثلة من الثقافة الشعبية وتاريخ الفنّ والتحليل النفسي والتكنولوجيا الحديثة والبحث السريري، يقدم الباحث رحلة فريدة عبر تاريخ ما يفعله البشر بأيديهم ولماذا؟
"ناضلنا للظَّفَر بها: تاريخ الاستيلاء على الحقوق في فرنسا"، عنوان كتاب المُؤرِّخة الفرنسية ماتيلد لارييه (1970) الصادر عن "منشورات ديتور"، مشفوعاً برسومات وقّعها الرسّام فْرِيد سوشار. من إعلان حقوق الإنسان والمواطن عام 1789، إلى إضفاء الطابع الدستوري على الإجهاض خلال العام الجاري، تنظر لارييه في تاريخ فرنسا الحقوقي والفئات التي ناضلت لتحصيلها، وتتتبّع مسيرة التقدّم والانتكاسات لهذه النضالات التي جمعت العمّال والنساء والأقلّيات خلال أكثر من مئتي عام، حيث كانت الشوارع والمتاريس والصحف والاعتصامات مسرحاً لها.
تُقدّم الباحثة اللبنانية ماكي المعلوف في كتابها "التأثير الاجتماعي: القوّة الناعمة في سياق التغيير"، الصادر عن "دار النهضة العربية" إضاءات حول ظاهرة التأثير في أشكالها المتنوّعة ومجالاتها المتعدّدة بهدف إثارة وعي الأفراد والجماعات، وبالتالي حمايتهم من جميع أشكال التأثير التي يتعرّضون لها. تُحلّل الباحثة دور الوعي في كشف ملابسات التفاعلات الاجتماعية ورصد الذين يتلاعبون بقرارات الأفراد والجماعات للتأثير بِهم سياسيّاً أو ثقافياً أو اجتماعياً، ويقودونهم تحت ستار الحرية إلى تبنّي مواقف وأفكار تختلف عن أفكارهم.
"كتاب الموتى الوراثي: تأمّلات داروينية" عنوان كتاب أستاذ البيولوجيا والباحث البريطاني ريتشارد دوكينز الذي صدر عن "منشورات جامعة ييل"، برسومات توضيحية لجانا لينزوفا. يُشكّل الكتاب امتداداً لآراء دوكينز حول "الجين الأناني" باعتبار أنّ التطوّر يرتكز على الجينات، حيث تكشف الدراسة تكيُّف الحيوانات وتركيبها الجيني مع البيئات التاريخية المُحيطة وتغيُّر السلوك الحيواني على مدار ملايين السنين، من خلال طرح أمثلة عديدة على أنواع من الأشجار والسلاحف وطائر البوتو، بالإضافة إلى تناوله الجينات غير المُعبّر عنها عند البشر.
تشكّلت صورة لهرقل عند المسلمين سطّرها له عددٌ من المؤرّخين والجغرافيّين والعلماء أقرب ما تكون إلى الصورة الأسطورية. في كتاب "العلاقات بين المسلمين والبيزنطيين في العهد النبوي"، الصادر عن دار "نينوى" للباحث حمد محمد صراي، يخوض الباحث في هذه الصورة المصطنعة التي لا واقع لها، ويبيّن سبب نشأتها وانتشارها في زمن المراسلات النّبويّة، والمصادر التي اختلفتْ في رسم صورته ولم تتّفق على كنه تلك الشخصيّة، كما يتناول علاقات المسلمين مع البيزنطيين انطلاقاً من سُور القرآن التي تطرّقت إلى الروم، وهي: الروم والفتح وبراءة.