إصدارات.. نظرة أولى

09 فبراير 2021
أندريا باورز/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الفكرية والتاريخية والسياسية والفلسفية والرواية والقصة القصيرة والأسطورة.

■ ■ ■

الصورة
غلاف الكتاب

امتدّ الجدل الذي عاشته أوروبا خلال القرن السابع عشر حول علاقة الدين بالدولة إلى بقية العالم ولا يزال مفتوحاً، حيث يشارك فيه كتابُ "تاريخٌ موجز للعلمانية" الذي صدرت نسخته العربية عن سلسلة "ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بترجمة مصطفى منادي إدريسي. يقدّم العمل وجهة نظر بديلة، مجادلاً بأن الفكر العلماني يعتمد على الافتراضات المسيحية، ويرى أن العلمانية لا تمثل نهاية المسيحية، بل يجب النظر إليها كونها التعبير الأحدث عن الديانة المسيحية، وعلى أنها الأخلاق المسيحية مفصولةً عن عقيدتها.

الصورة
غلاف الكتاب

مع تطوّر النظرة الفلسفية لـ"المجنون" وموضعته كآخر في المجتمع، تتراكم الدارسات حول تكييف هذه الطروحات في حقول مختلفة، ومنها كتاب "خطاب الجنون في التراث العربي والغربي: مقاربات لغوية وثقافية" الذي صدر حديثاً عن "مؤسسة آفاق" ويضمّ مجموعة دراسات بتنسيق وتحرير الباحثين هشام فتح وحسين آيت مبارك. يستحضر العمل نماذج من خطابات الجنون في الآداب والفنون وتلقيها، مثل قيس بن الملوح وجميل بثينة وجبران خليل جبران في الثقافة العربية، والفيلسوف الهولندي إيراسموس، والعاشقتين ديدمونة وأوفيليا من الثقافة الغربية.

الصورة
غلاف الكتاب

عن دار "كنوز المعرفة" في عمّان صدر حديثاً كتاب "الكائن البلاغي: اللغة والعقل والاستطاعة في كتاب البيان والتبيين للجاحظ"، للباحث المغربي مصطفى رجوان. يعود المؤلّف إلى كتاب الجاحظ الشهير بغرض البحث فيه عن بنية العقل البلاغي العربي، والنظر في راهنيته ضمن البلاغة الجديدة. لا يرى الكاتب البلاغة بوصفها ترفاً قولياً أو تزيينياً، بل باعتبارها الحقل البحثي الوحيد القادر على تنظيم العلاقة بين الأنا والآخر. وهو يذكّر بتحديد الجاحظ ثلاث خصائص تجعل الإنسان كائناً بلاغيّاً: المنطق (أو اللغة)، والعقل، والاستطاعة.

الصورة
غلاف الكتاب

في الكتاب الجماعي "أشيل مبيمبي: العالم في صيرورته الزنجية"، الصادر حديثاً بالفرنسية عن "مطبوعات لوفان الجامعية" في بلجيكا، تحاول مجموعة من الباحثين إظهار كيفية افتقار وتجاهل التقليد النقدي الغربي إلى واحد من مصادر الفكر، وكذلك الفعل، الأساسية. الحديث هنا عن المدرسة النقدية الأفريقية التي تتضمن أعمال مفكرين أفريقيين، أو من أصول أفريقية، كتبوا انطلاقاً من تجارب الكولونيالية. من المشاركين في الكتاب تييري أموغو، وفيرونيك براغار، وإيمانويل ديبروين، وغاليا جلول، وتوماس بيريّو، وبيير جوزف لوران.

الصورة
غلاف الكتاب

عن "الدار العربية للموسوعات"، صدر حديثاً كتاب "تاريخ التجسُّس عند العرب" للباحث العراقي قيس كاظم الجنابي. يُقدّم العمل إحاطة تاريخية ومفاهيمية بموضوع التجسّس في البلاد العربية بالعودة إلى بدايات الدولة الإسلامية، في محاولةٍ لإبراز "المقدّمات المؤسّسية لنظام التجسّس" بوصفه "صورةً من صوَر الاضطهاد ووسيلة من وسائل سيطرة السلطان". يتضمّن الكتاب تمهيداً وأربعة أبواب؛ هي: "الأساليب والأنواع"، و"تاريخ التجسّس في العصرَين الإسلامي والأموي"، و"تاريخ التجسّس في العصر العباسي"، و"في تاريخ وثقافة التجسّس".

الصورة
غلاف الكتاب

"مارسل بروست: رسائل لم تُنشَر"، عنوان كتاب يصدر قريباً عن منشورات "خطوط وظلال" و"دار ضمّة"، بترجمة الجزائري محمّد فتيلينه. يضمّ الكتاب رسائل تبادلها صاحب "البحث عن الزمن المفقود" مع الكاتب والناقد كامي فيتّار، بين عامي 1920 و1922. وفيتار، الذي بات اليوم مغموراً حتى في فرنسا، من الذين تناولوا بالنقد العديد من مؤلّفي بدايات القرن الماضي في فرنسا، مثل الشاعر بول فاليري، والكاتب شارل بيغي. كما أنّه وقّع نصوصاً حول تجربة بروست، وخصوصاً مطوّلته الروائية التي قسّمها إلى جزأين، أوّل حسّي، وثان ميتافيزيقي.

الصورة
غلاف الكتاب

صدرت حديثاً عن "دار الشروق" النسخة العربية من كتاب "ثورة 1919 في الأدب والسينما" للباحثة المصرية دينا حشمت، وفيه تُقدّم تحليلاً لمجموعة من الأعمال الأدبية والفنية التي تناولت سلسلة الاحتجاجات الشعبية ضدّ البريطانيّين بقيادة سعد زغلول (حزب الوفد) مطلع القرن الماضي، وهي أعمال تقول إنّها رسّخت بمجملها تلك اللحظة بوصفها "واحدة من أهمّ لحظات الانتصار الوطني"، موضحةً أثر الانتماء الطبقي للكتّاب والمخرجين على سردياتهم حولها. كانت النسخة الإنكليزية من الكتاب قد صدرت العام الماضي عن "منشورات جامعة إدنبرة".

الصورة
غلاف الكتاب

"عنف المقدّس في الأساطير العراقية" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "دار المدى" للباحث العراقي ناجي المعموري، والذي يذهب فيه إلى أنّ تاريخ العراق، منذ أقدم العصور، يتّسم بمبالغة في العنف. انطلاقاً من ذلك، يرصد العمل تمثّلات العنف الدموي في الأساطير القديمة؛ من بينها ملحمة جلجامش التي تقدّم تفاصيل غزيرة عن الاستبداد الذي مارسه. يُشير المعموري إلى مفارقة تتمثّل في كون آلهة العراق القديم، وخصوصاً "البانثيون العراقي"، شكّلت مصدراً للحروب والتدمير والتعسّف والعنف، بينما يُفترض أن يكون المقدّس عاملاً للأمن.

الصورة
غلاف الكتاب

عن منشورات "نقوش عربية"، صدرت حديثاً طبعة جديدة من المجموعة القصصية "الكروسة" للكاتب التونسي حسنين بن عمو. يضمّ العمل، الذي ظهر للمرة الأولى في 1999، تنويعة من الأدب المستلهم من التاريخ، حيث يقدّم إحدى عشرة حكاية جميعها ذات مرجعيات تاريخية، فيما تعتمد المجموعة في مجملها هيكل جولةٍ في مدينة تونس العتيقة، وهو ما يعطي خيطاً ناظماً لنصوص الكتاب. من أعمال بن عمّو الأخرى: "رحمانة"، و"عام الفزوع"، و"باب العلوج"، و"حجام سوق البلاط"، وهي جميعاً روايات تدور أحداثها بين القرنين الثالث عشر والتاسع عشر في تونس.

الصورة
غلاف الكتاب

تستند رواية "جيزابيل" لإيرين نيميروفسكي التي صدرت نسختها العربية عن "الأهلية" بترجمة إينانة الصالح، إلى محاكمة تتعرّض إليها بطلة العمل غلاديس إيزناش في باريس بتهمة قتل شاب. ومثل روايات أخرى للكاتبة الأوكرانية (1903–1942)، فإنّها تُبرز الاضطرابات النفسية التي تسيطر على شحصياتها بتأثير من أحداث عاشتها في الواقع. وهي تقدّم في هذه الرواية شخصية أنثوية مصابة بخوف كاسح من الشيخوخة، سببه النرجسية المرضية والاضطراب ثنائي القطب اللذين يجعلانها تتأرجح في لحظة واحدة بين ذروة الفرح وذروة الكآبة.

 

كتب
التحديثات الحية
المساهمون