إصدارات.. نظرة أولى

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تطلّ على القضية الفلسطينية من زاوية الأبحاث الاجتماعية، كما تشمل مؤلّفات في التاريخ والنقد الأدبي والشعر والترجمات.

■■■

عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر كتاب "أصول التشريع الإسلامي التكميلية بين التقديس والدنيوة"، للباحث التونسي حمادي ذويب. يناقش الكتاب ثلاثة مفاهيم أصولية إسلامية هي "المصلحة" و"العُرف" و"الاستحسان"، وآلية أصولية هي "تخصيص العموم" بين الديني والدنيوي، كما يتناول قُدسية نظرة المسلمين "التقليديين" إلى المفاهيم الأصولية على الرغم من كونها اجتهاداً بشريّاً دنيويّاً، مُستعرضاً إشكالية العلمنة، أو "العلاقة بين الديني والدنيوي" وبداية تغلغلها في مجتمعات المسلمين لكسر "التابوه" حول قُدسية بعض الآراء الأصولية.
 

"قُرب اللّاشيء" عنوان الطبعة الإنكليزية من مجموعة "Presque riens" ("لا شيء تقريباً" عنوان الترجمة العربية)،  للشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي (1942) التي صدرت عن "دار ديالوغوس"، بتوقيع المُترجِمَين غيلميت وآلان جونستون. تكشف نصوص المجموعة، الحائزة "جائزة روجر كوالسكي الشعرية" في ليون عام 2021، عن موقف تأمّلي عميق إزاء الوجود، وإيمانٍ بقُدرة الشعر على أن يكون خلاصنا في هذا العالَم، كما يترّدد فيها ذلك الصدى الثوري لصاحب "غونكور" (2009) الذي قضى في السجن ثمانية أعوام بين 1972 و1980 لمواقفه المعارضة.
 

يعدّ ارتكاب الأخطاء أصلاً في عملية القراءة والتأويل، فلا تأويل بمنأى عن الخطيئة، بل إن التأويل على عداوة مريعة مع فعل البراءة والحقيقة. يحاول الباحث خالد حسين في كتاب "اقترافات التأويل: مقاربات في الشعر والنقد"، الصادر عن "دار أوغاريت"، أن يكشف المسار التاريخي لفعل القراءة، الذي ليس سوى اقترافات تتراكم على جانبي هذا الفعل. فالقراءة ليست إلا الميل والزوغان والالتحام، وهذا كله يندفع إلى التحقق من خلال أهواء "فاعلٍ"، يقوم بالقراءة في سياق إراداته وانحيازاته الفنية والجمالية التي تؤثّر في فعل القراءة والتأويل.
 

لا يُمكن التعامل مع شخصية الفقيه والشاعر الشريف الرَّضي (970 - 1015م) من زاوية مذهبية مُحدّدة والاكتفاء بها، فاشتغالاته اللغوية ظلّت تُعبّر عن اجتهاد واسع وتأويل مُتشعّب بخاصة في حقل تفسير القرآن. هذا ما تُحاول الباحثة الباكستانية تحسين ظافر تقديمه في كتابها "أبعد من المذهبية: الغموض والتأويل وتشكيلات الهويّة الدينية في الإسلام"، الذي يصدر نهاية الشهر الجاري عن "منشورات جامعة بنسلفانيا". يشغل تفسير الشريف الرضي دوراً مركزياً في الكتاب الذي ينظر في واقع الحياة الفكرية والدينية خلال فترة حُكم الدولة البويهية.
 

يُحاول ويليام الطرابلسي في كتاب "رسالة في وضع العرب: التاريخ العربي والإسلامي في عيون الصليبيّين"، الصادر عن "دار خطوط وظلال"، بترجمة أحمد التميمي، العودة إلى التاريخ العربي والإسلامي، كما يتناول الإسلام نفسه من وجهة نظر صليبية، في رسالة مُوجّهة إلى الرجل الذي أصبح البابا غريغوري العاشر لاحقاً، ليُفسّر هذا التاريخ ويقف عند أبرز أحداثه ويشرح أهمّ سماته ومقوّماته كي يُعرّف بهذه الرسالة التي تعدُّ من أقدم الكتب الغربيّة الخاصّة بالتاريخ العربي والإسلامي، وتسلط الضوء على العلاقات المسيحية - الإسلامية أواخر العصر الصليبي.
 

صدرت الطبعة الثانية من كتاب "غزّة: تاريخ" للباحث الفرنسي جون بيار فيليو عن "منشورات هيرست". يرى المؤلّف أن صمود غزّة اليوم يستدعي العودة إلى تاريخها القديم الذي كان دوماً محلّ تنازع بين الحضارات القديمة؛ المصرية واليونانية والفارسية والرومانية، وصولاً إلى العهد الإسلامي حيث شكّلت نقطة صراع بين جميع الحملات العسكرية الغربية القادمة لغزو الشرق، واستمرّ الحال حتى العصر الحديث، فلم يتمكّن البريطانيّون من فرص سيطرتهم على فلسطين قبل احتلال جيشهم غزّة ثم انطلاقهم بعد أشهر إلى بقية المدن الفلسطينية.
 

كتاب "شرائع الشرق القديم" الصادر عن دار "التكوين"، من تأليف مجموعة من المؤلّفين وترجمة أسامة سراس، ذو أهمية كبيرة لأنه يعود إلى أولى الشرائع المكتوبة في تاريخ البشرية، من حمورابي إلى موسى، التي وضعت لتنظيم العلاقات بين الأفراد على أساس من العدل والمساواة. كما تعتبر الهيئات القضائية وتنظيماتها في حواضر الشرق القديم أوّل محاولة لتنظيم المؤسسات الحقوقية في مجتمع المدينة الذي أخذ شكله الأول في هذه المنطقة. يقدم الكتاب مجموعة من النصوص الكاملة للشرائع البابلية والسومرية والحثية، شارحاً إياها ومفسّراً أهميتها الحضارية.
 

لكُلّ ثقافة تفسيرها الخاصّ للرموز والألوان، فهل سألنا مرّة لماذا يَقترن الأسود بالحُزن والحِداد؟ ولماذا يرتبط اسمه بالشرّ؟ وما سبب ارتداء بعض رجال الدّين الزيَّ الأسود؟ وماذا وراء مصطلحات "الرجل الأسود" و"الثقوب السوداء" و"الفكاهة السوداء"؟ يتعمّق الفيلسوف الفرنسي آلان باديو في كتاب "الأسود: فلسفة اللّالون" برموز اللون الأسود كالخوف والأناقة والبؤس والإبداع والرّغبة، وتجلّياته في الرسم والموسيقى والسياسة والميتافيزيقيا، فضلاً عن علاقته مع الألوان الأخرى، ويقدّم تحليلاً له. تصدر ترجمة الكتاب قريباً عن "دار الساقي".
 

كتب

التحديثات الحية

إصدارات.. نظرة أولى