في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تطلّ على القضية الفلسطينية من زوايا الكتابة الإبداعية والسيرة الذاتية والمُقاطعة الاقتصادية للاحتلال، وجرائم التوسّع الاستيطاني، كما تشمل، أيضاً، مختارات شعرية ومؤلّفات في الفلسفة والتاريخ والنقد الأدبي.
■■■
للباحث المغربي رشيد بوطيب، صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، كتاب بعنوان "العصرية والمعاصرة: أفكار من أجل فلسفة بيثقافية". يتضمّن العمل قسمَين وسبعة فصول تتمحور حول مواضيع العرب والغرب، وما يتعلّق بهما من الفلسفة البيثقافية، والبيثقافية النقدية، وخيانة الترجمة سوسيولوجيّاً، ونقد الأيديولوجيا اللغوية، والعلمانية، والعصرية، والمعاصرة واغتراب المفهوم وغيرها. ينطلق الكتاب من سؤال قديم جرى تداولُه منذ بواكير النهضة العربية: ماذا عن علاقتنا بالحداثة الغربية، وعن صيغتها أو شكلها؟
"الكتابة خلف الخطوط: يوميّات الحرب على غزّة" عنوان مؤلَّف جماعي صدر عن وزارة الثقافة الفلسطينية، ويضمّ مساهمات لخمسة وعشرين كاتباً وفنّاناً من غزّة، توثّق تفاصيل حياتهم اليومية حرب الإبادة الصهيونية المستمرّة منذ ثلاثة أشهر ونصف. في هذه اليوميات، نقرأ ما لا نسمعه في الأخبار، ونعرف ما لا نراه في التقارير؛ حيث تتموضع الكتابة في لحظات فارقة بين الحياة والموت. من المشاركين: هند جودة، وعلي أبو ياسين، وآلاء عبيد، وديانا الشناوي، ويوسف القدرة، وريما محمود، ومريم قوش. أمّا لوحة الغلاف فهي للتشكيلي ميسرة بارود.
عن "دار الشروق"، صدر كتاب "ألواح أورفيوس"، الذي يضمّ مختارات شعرية لنوري الجرّاح، اختارتها وقدّمت لها ناهد راحيل، والتي تُشير، في المقدّمة، إلى أنّ الشاعر السوري قدّم، عبر مسيرته، سرديةً شعرية مضادّة تُمثّل الذات في صورتها الحقيقية، وتنقل المأساة السورية إلى مصاف التراجيديات الإنسانية الكبرى، وتفتح نصوصه على التراث الإنساني الذي طوّره مفهوم المنفى، مع الاشتغال على فاعلية الرمز والإحالات إلى التاريخ والدين والأسطورة، مضيفةً أنّ المختارات تُحاول التمثيل لمراحل شعريةِ الجرّاح، بشكل لم يغفل إنتاجاته الشعرية الأُولى.
عن "منشورات بلوتو"، صدر لمجموعة من الباحثين المختصّين بالشأن الأفريقي، كتاب "الحركات الثورية في أفريقيا: قصّة غير مروية"، بتحرير باسكال بيانشيني، وندونغو سامباسيلا، وليو زيليغ. ينطلق العمل من أنّ الحركات الثورية في أفريقيا، خلال عقدَي الستّينيات والسبعينيات، لم تحظ بالدرس الكافي مقارنةً بنظيراتها في أوروبا وأميركا اللاتينية، على الرغم من تنوّع تياراتها، مثل "الفهود السود"، والحركات ذات التوجّه الماوي، أو ذات الميول الغيفارية، فضلاً عن المُنادين بالوحدة الأفريقية، والتنظيمات النسوية في بلدان مثل ليبريا ونيجيريا.
في الحادي عشر من نيسان/ إبريل 2003، أطلق قنّاص صهيوني النار على الناشط والمصوّر البريطاني توم هرندال الذي كان يؤدّي رسالته الإنسانية في رفح جنوبي غزّة. وفي صيف العام الماضي، عقدت عائلته مؤتمراً وفاءً لذكراه، حيث قدّمت مجموعة من المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية أوراقاً حول المصوّر الشهيد. هذه الأوراق صدرت في كتاب عن "أوبن بوك ببلشرز" بعنوان "من أجل فلسطين: مقالات من مجموعة محاضرات توم هرندال التذكارية". الكتاب من تحرير إيان باركر، ومن المشاركين فيه: إيلان بابه، وسلمان أبو ستّة، وآدم هنية، وآفي شلايم.
لطالما شكّلت الأسطورة ظاهرة في الأدب العالمي الحديث، لا سيّما في ظلّ الثورات العلمية والتكنولوجية والأدبية التي عرفها القرن الماضي. في كتاب "النقد الأسطوري: النظرية والممارسة"، لمؤلّفه بيار برونال، والصادر عن "دار نينوى" بترجمة سامية عليوي، يحاول الكاتب إنشاء تصنيف جديد للأدب يرتكز على مبادئ أسطورية، حيث يعالج رمزية الأساطير الدينية، كما يعالج بدرجة أقلّ الأساطير الكلاسيكية، ويتعامل معها كقواعد للنماذج الأصلية الأدبية. هكذا ينطلق المؤلف من نظرية "النماذج الأصلية" أو "الأنماط العليا"، وما يترتّب عليها من اعتبار النصوص جزءاً من محاكاة الإنسان للطبيعة.
في كتاب "مقاطعة إسرائيل: ما يتطلّبه الأمر من تضامن"، الصادر عن دار "تكسالاباتا"، يستعرض الكاتب والناشط الإسباني خيسوس فالنسيا تجارب المقاطعة في جميع أنحاء العالم ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، ويشير إلى الأهداف المحدّدة التي يجب الضغط عليها: الشركات التي تقع مقرّاتها الرئيسية في المستعمرات غير القانونية، والمتعاونون التكنولوجيون واللوجستيون مع الجيش الإسرائيلي، والمجموعات والفنّانون الذين يعملون كسفراء للصهيونية لتبرير جرائمها أو غسل وجه نظامها القاتل. المقاطعة هي التضامن مع شعب محُتلّ وهذا ما تحتاجه فلسطين.
"المسئولية الدولية لإسرائيل كسلطة احتلال في الضفّة الغربية: تطبيق على حالة المستوطنات" عنوان كتاب للباحث جمال عبد الرحيم متولي، صدر عن "دار النهضة العربية". انطلاقاً من كون الاحتلال الإسرائيلي "نظاماً من الظلم والاستبداد والانتهاكات يُصادر الأراضي ويبني المستوطنات غير القانونية ويسلب الممتلكات"، يبدأ الكتابُ بتناول الأرض الفلسطينية تاريخياً وقانونياً، ثمّ يُحلّل الأسانيد القانونية لـ"إسرائيل" بشأن اعتبار الضفّة الغربية "أراضي متنازعاً عليها"، ووجهة نظر القانون الدولي والشرعية الدولية، ثمّ يناقش المسؤولية الدولية الواقعة على "إسرائيل" كسلطة احتلال.
يحاول كتاب نيكول ماسون "الأدب الفرنسي منذ النشأة حتى اليوم"، الصادر عن دار "أوغاريت" بترجمة يوسف إدريس، الإحاطة بتاريخ الأدب الفرنسي، وتقديم مادة بحثية مختصرة للقارئ العادي والأكاديميين وطلاب الجامعات. وهو بذلك يهدف إلى أن يكون مرجعاً عمليّاً لمن يعمل في حقل تدريس تاريخ الأدب الفرنسي. يعرض العمل لأبرز التيارات والمؤلّفين والكتّاب والشعراء والروائّيين في تاريخ الأدب الفرنسي، ويقدّم نماذج عن أبرز أعمالهم، إضافة إلى دراسات مفصّلة للنصوص التأسيسية التي أسهمت في الأدب العالمي.
عن "مدارات للأبحاث والنشر"، صدر كتاب "الصراع على روح الإسلام في المنطقة العربية" للباحث هشام جعفر. يضمّ العمل إحدى وثلاثين مقالة كتبها الباحث المتخصّص في شؤون الفكر والتيارات الإسلامية في مناسبات متفرّقة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وحاول فيها محاورة أحداث وقضايا مُعاصرة ضمن "مراجعة تمسُّ حاجتنا إليها في الزمن المعاصر الذي يتّسم بالتحولات السريعة، وانعدام اليقين، وغلبة التسطيح على الجدل العام، وتصاعد الاستقطابات، وغياب الحوار، والأهم سقوط النماذج والصيغ والقيم التي غلبت على تفكيرنا واستولت على حياتنا".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
