يستعير الفنان البنمي إدواردو نافارو (1960) شكل الحصان في معظم أعماله، وذلك بصورة رمزية تستكشف الحرية والتمرّد وعدم الالتزام بالقيود، بموازاة بحث فنّي عن ذلك التوازن غير المنضبط بين التكوين والخلفية التي يختارها ضمن تنويعات مختلفة في الوسائط والخامات.
ويستخدم الرسم والنحت وفنّ الأداء والتركيبات، من أجل إنشاء أعمال تذكّر بتلك الغريزة البدائية للكائن الحيّ، والتي تقترب في جانب من جوانبها من لوحات فرانسيس بيكون، حيث افتتانه بتلك الوحشية والعنف ومحاولة تمثّل الحدود الواهية بين الإنسانية والحيوانية، وبين الحياة والموت.
"الأرواح الحرّة للخيول البرية" عنوان معرض إدواردو نافارو الذي افتُتح في الثامن عشر من الشهر الماضي في "غاليري مطافئ: مقرّ الفنانين" بالدوحة، ويستمرّ حتى العاشر من الشهر المقبل بالتعاون مع سفارة بنما في قطر.
يواصل الفنان اشتغالاته السابقة ضمن الموضوع نفسه، حيث يشكّل حصاناً برّياً من النسيج فوق أقمشة مطبوعة، ويتغيّر شكله من لوحة إلى أُخرى من دون تفصيل ملامحه، بل بالتركيز على تلك الطاقة التعبيرية التي يخلقها تكوين الخيل وانجذابها وتنافرها مع محيطها.
الخطوط تشكّل العنصر الرئيس في رسم الحصان مع انزياح دائم عن شكله الحقيقي، في إبراز لشراسته وجموحه كما تصوّرها العينان وحركة الرأس والجسم، والتباين بينه وبين الخلفية التي تحتوي ألواناً ساطعة أو كتابات كاليغرافية أو مساحات متضادّة بصرياً في أغلب الأحيان.
يشير بيان المعرض إلى أنه "على مدار العشرين عاماً الماضية، استكشف إدواردو نافارو، التوازن المضطرب بين مادّة وشكل الخيول البرّية من خلال تصوير عالم حالم لا ترتبط فيه الخيولُ بأي قوى خارجية".
الفنّان الذي مارس الفن منذ طفولته، عُرف بمعارضته لنظام الجنرال مانويل نورييغا الدكتاتوري ورفضه الغزو الأميركي لبلاده عام 1988، وإلى جانب نشاطه السياسي أنشأ مركزاً لتعليم الفنون في بلدة إيل فالي دي أنتون بوسط بنما.
يُذكر أن إدواردو نافارو يحمل درجة الماجستير في إدارة الأعمال من "كلية دارتموث" في هانوفر الأميركية، وبكالوريوس الهندسة الميكانيكية من "معهد وورستر الفنون التطبيقية" في نيوهامبشاير الأميركية. وأقام العديد من المَعارض الفردية في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وموناكو وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة وكولومبيا وتشيلي وبيرو والمكسيك والأرجنتين والصين واليابان.