إبراهيم الطنبولي.. فانتازيا الحياة اليومية

20 ديسمبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

في بيت العائلة، كان يقف إبراهيم الطنبولي مراقباً جدران المنزل التي تتزيّن باللوحات، ومنها أعمال عمّه الباحث في علم المصريات والرسام لطفي الطنبولي (1919 – 1982)، ما جعله يتعلّق بالفنّ في سنّ مبكّرة. لكنّ والده رفض دخوله كلّية الفنون الجميلة، مفضّلاً أن يحتذي الابن بالعمّ فيدرس تخصّصاً يؤمّن له الوظيفة، ويظلّ الرسم شغفه الموازي.

تخرّج الطنبولي من كلّية التجارة لكنّه قضى سنوات الدراسة الأكاديمية معتكفاً في المرسم الجامعي، كما التحق بالعديد من الدورات التدريبية في المراكز الفنّية التي تحتشد بها مدينته، الإسكندرية، حتى أقام معرضه الفردي الأول عام 1981، متّبعاً أسلوباً ينبني على التلقائية المفرطة والمزج بين التعبيرية والتجريد.

(من المعرض)
(من المعرض)

"مسارات الروح" عنوانُ معرض الفنان التشكيلي المصري (1954) الذي افتُتح مساء أمس الأحد في "غاليري ديمي" بالقاهرة ويتواصل حتى التاسع من الشهر المقبل، ويضمّ لوحات تمثّل امتداداً لتجربته التي تنوّعت تقنياتها بين الألوان الزيتية والمائية والباستيل والأكريليك. 

يستمّد الطنبولي مواضيع لوحته من حياته اليومية في الإسكندرية وكذلك من تطوافه في عمله مستشاراً مالياً في عدّة بلدان غربية. وبقدر تعبيرها عن تلك اليوميات، تعبّر هذه اللوحات أيضاً عن مساحة حُلمية تدلّ عليها مفردة أو حركة لا تتطابق مع السائد والمتداول، يعزّزها اختياره لألوان فاتحة لا تُستَخدم غالباً، وهي تحيل إلى مفهوم البهجة الذي أشار إليه في مقابلاتٍ إعلامية، والذي يختبر الاحتفاء بالواقع لدرجة تخرجه عن واقعيته.

(من المعرض)
(من المعرض)

ينزع الفنان إلى استخدام ألوان مبهجة وصاخبة وفي مقدّمتها الأحمر والأزرق والأصفر، كما أنه لا وجود لألوان محايدة أو باردة في معظم لوحاته، وهي تتناسب مع تصويره مشاهد مثل ازدحام العائلات في مصايف الساحل المصري الشمالي، والباعة المتجوّلين على عرباتهم، حيث يتحلّق حولهم الناس، والأطفال في مدينة الملاهي، ومجموعات من الأصدقاء يسامرون بالقرب من البحر، وكذلك النساء في مقهى، وشباب يقودون دراجات هوائية، وغيرها من الأفعال التي تعبّر عن حالة حركة مستمرة.

في تقديمه المعرض، يشير الناقد التشكيلي محمد مرسي إلى أن الطنبولي "راح يمارس لعبته المفضّلة في أن يأخذنا إلى عوالم من الدهشة"، حيث "وظّف فيها إمكاناته الفنّية، من القدرة على التعبير بالخطوط والألوان إلى اختياراته المميّزة من الأمكنة إلى الشخوص إلى السنوغرافيا أو خلفيات هذه العناصر". ويضيف أن تلك "عوالم تتفاعل معها وتجد نفسك جزءاً منها، على خلفية من الإيقاعات والموسيقى والخيالات. قدرٌ كبير من الحركة والحيوية، وكأنك فعلاً تتنقّل بين مسارات نفسية وروحية تُعيد من خلالها إعادة اكتشاف العالم، كأنّ هذا العالم يولد من جديد، وهذه أهم وظيفة من وظائف الفن".
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون