بالتزامن مع التصريحات الرسمية المنحازة للعدوان الصهيوني في جميع أنحاء القارة الأوروبية، كان الموقف في دبلن متناقضاً منذ البداية، حين أدان رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فاراكدار جرائم الاحتلال التي وصفها بالعقاب الجماعي، واتهم الدول الغربية بازدواجية المعايير تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
واستمرت المظاهرات في عدد من المدن الأيرلندية خلال الأسابيع الماضية، والتي تعبّر عن دعم النخبة السياسية، على اختلاف تيّاراتها، للقضية الفلسطينية، وكذلك عن التعاطف الشعبي الأيرلندي مع الفلسطينيّين، معتبرين "إسرائيل" مستعمرة أنشأتها بريطانيا بقوة السلاح.
في هذ السياق، يطلق "كتّاب أيرلنديون من أجل فلسطين" عند السادسة من مساء الثلاثاء المقبل برنامجاً ثقافياً تتوزّع فعالياته على مدن دبلن وبلفاست وكوراك وغالواي، والتي تتواصل حتى العاشر من الشهر الجاري، بمشاركة عدد من أبرز الكتّاب منهم: سالي روني، وآنا بيرنز، وكيفن باري، ودونالد رايان، وإلين فيني، وغلين باترسون وآخرين.
يطلق "كتّاب أيرلنديون من أجل فلسطين" الثلاثاء المقبل برنامجاً ثقافياً في مدن دبلن وبلفاست وكوراك وغالواي
ويُخصّص ريع الفعاليات الأربع لصالح "ًصندوق إغاثة فلسطين" والمساعدات الطبية التي تُرسل إلى غزّة، كما أشار مايكل ماغي، في تصريحات صحافية، إلى أن "الأصوات المتعاطفة مع النضال الفلسطيني تواجه المزيد من التهميش والقمع أكثر من أيّ وقت مضى".
ويقدّم المشاركون مداخلاتهم الداعمة للحقوق الفلسطينية والداعية لوقف نهائي لإطلاق النار، كما تتضمّن كلّ فعالية حفلاً يشارك فيه موسيقيون أيرلنديون، منهم: ديكلان أورورك، وكولم ماك، وكون إيومير، وبور كريتشر، ومولو، ومايا صوفيا.
كما يحتضن "مسرح أولمبيا" في دبلن في الثامن والعشرين من الشهر الجاري "حفل من أجل غزّة" بتنظيم من "فنانون أيرلنديون من أجل فلسطين"؛ وهو أوّل حفل ينظّمه التحالف ضمن سلسلة عروض موسيقية ستُقام في مدن أخرى حتّى الثالث من الشهر المقبل.
ودعا بيان التحالف مجتمع الفنون في أيرلندا لتوجيه رسالة تضامن قوية لفلسطين في مواجهة العنف المنهجي والقمع والظلم، لافتين أنهم سيعملون على إنشاء مساحات يمكن من خلالها التعبير عن دعم الحرية الفلسطينية عبر تأسيس منصّة إعلامية لبناء الوعي وتعزيز قضية فلسطين، وكذلك تمتين العلاقات الثقافية بين أيرلندا وفلسطين، وربط المنظمات الفنية والثقافية في كلا البلدين.
من جهة أخرى، أعلنت حملة "التضامن الإيرلندي الفلسطيني" عن فعاليات احتجاجية تنطلق اليوم الأربعاء مع استمرار "إسرائيل" سياسات الفصل العنصري والقصف العشوائي للأسرى والمحاصرين في غزّة، بمباركة القوى الغربية، وتتضمّن مظاهرات ومحاضرات وعروض موسيقية.
وتقام اليوم في مدينة كوراك ندوة بعنوان "العقاب الجماعي والإبادة الجماعية والنضال من أجل العدالة في فلسطين"، ويُعرض فيها غداً الفيلم الوثائقي "غزة غيتو: حياة اسرة، 1948 – 1984" للمخرجين السويديين بي هولمكويست، جوان مانديل، بيير بيوركلوند، وتشهد دبلن اعتصاماً يطالب بفرض عقوبات على الكيان الصهيوني، كما تنظّم وقفات احتجاجية أخرى في مدن ديري ونيوبريدغ ومالو وباندون وتولامور وغيرها.