على أهمّيته كواحد من حقول الأدب والتراث معاً، ما زال فنُّ الحكي في الأوساط الثقافية العربية، يُنظر إليه بوصفه فنّاً هامشياً واختصاصاً تقليدياً، كما أنّه بالفعل يفتقر للكثير من الفعاليات التي تعزّز حضور العاملين فيه، وتُعيد توجيهه إلى أكبر شريحة في المجتمع.
تنطلق اليوم، فعاليات الدورة الرابعة من تظاهرة "أيام عبد العزيز العروي لفنّ الحكي"، وتستمرّ حتى الأحد المُقبل في فضاء "المكتبة المغاربيّة ببن عروس" في تونس، إلى جانب مكتبات عموميّة وفضاءات خارجية أُخرى.
تحتوي الدورة الجديدة على مجموعة من عروض "الفداوي" (حكواتي)، موزّعة على المكتبات العمومية وثلاث مؤسّسات سجنيّة، بالإضافة إلى مؤسّسات خاصة بكبار السنّ ونوادي الطفولة.
هذا وتشمل النسخة الرابعة من الأيام تنظيم ندوة فكريّة بعنوان "البطل في الحكاية الشعبيّة"، تحتوي على ستّ مداخلات لمجموعة من الأكاديميين التونسيين والليبيين، ومنهم: علي محمد برهانة عمر وعبد العظيم الخالقي.
كما تنظم لصالح مكتبات عموميّة في المدينة، دورة تدريبية في فنّ الحكي موجّهة للأطفال، وتشهد التظاهرة، أيضاً، معرضاً وثائقياً حول مسيرة حياة المسرحي والحكواتي عبد العزيز العروي (1898 – 1971).
وممّا جاء في بيان المنظّمين أنّه "من دواعي تنظيم هذه الأيام ما تختصّ به الحكاية وتتميّز به الخرافة من قيمة كبرى في الثقافة الشفوية، ويزخر مجتمعنا التونسي بحكايات كثيرة اضطلعت بروايتها جداتنا وأمهاتنا في ليالي السمر".
من العروض المشاركة في التظاهرة: "حكايات من العالم" لآمال بوطبّة، عرض حكواتي لـ"نادي الخرافة"، و"للدواء عنوان" لرائدة القرمازي، و"حكايات درويش" لهشام الدرويش، وعروض أُخرى يقدّمها كلٌّ من: طارق الزرقاطي، ويوسف البقلوطي، وعماد العياري، وعبد الرزاق كمون.