أورهان باموق.. عشر سنوات على "متحف البراءة"

19 سبتمبر 2022
أورهان باموق في "متحف البراءة"، أيلول/ سبتمبر 2022
+ الخط -

في ندوةٍ عُقدت، مؤخّراً، في "متحف البراءة" بحي باي أوغلو في إسطنبول، لمناسبة الذكرى العاشرة لافتتاح المتحف الذي يحمل اسم رواية الكاتب التركي أورهان باموق، الحائز "جائزةَ نوبل للآداب" (2006)، أعلن الروائي عن إضافة أقسام جديدة للمتحف، كما ردَّ على الأسئلة التي وجَّهها إليه بعض الكُتّاب حول فكرة إنشاء كاتب لمتحف، وانتقاد البعض لهذه الفكرة.

ذكر صاحب "اسمي أحمر" أنّه ليست لديه إجابة واحدة عن هذه الأسئلة، وأضاف: "كنتُ أرغب كثيراً في افتتاح هذا المتحف، لقد صدَّقت ذلك. أُحبّ المتاحف وأزورها أينما ذهبت، وقد فكرتُ ذات يوم وقلت: لمَ لا أقوم بعمل متحف؟". كما ذكر باموق أنّ فكرة كتابة رواية "متحف البراءة" وإنشاء متحف بنفس الاسم كانت تشغله منذ التسعينيات، لكنه لم ينته من الرواية إلّا بعد سنوات، حيث صدرت عام 2008. أي أنه كان يخطّط لبناء الرواية والمتحف معاً، ولكن تأخّر افتتاح المتحف حتى عام 2012، وقد جذب العديد من الزوّار منذ افتتاحه. ويضم المتحف عناصر من الحياة اليومية في إسطنبول في الفترة التي تتناولها الرواية منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى 2000.

وخلال الندوة، أعلن الروائي التركي عن إضافة ستّ خزانات جديدة إلى الخزانات المُرَقَّمة التي يضمّها المتحف، حيث تُخصَّص كلُّ واحدة لفصل من فصول الرواية والأغراض التي تظهر فيه، والخزانات الجديدة التي أُضيفت في الذكرى العاشرة لافتتاح المتحف فتُحيل إلى الصفحات 33 و61 و62 و75 و76 و77 من الرواية. وتضم الأقسام الجديدة فيديوهات من الأفلام التركية القديمة، وعلب سجائر من ماركات تعود إلى تلك المرحلة، وأقداح عرَق، ونظّارات شمسية، وبورتريهات للنساء رسمها باموق متأثّراً بالمنمنمات العثمانية.

285 ألف شخص زاروا المتحف منذ افتتاحه قبل عشر سنوات

وبحسب الوثائق الموجودة في المتحف، فإن 285 ألف شخص قد زاروه خلال عشر سنوات، نصفُهم تقريباً من الأجانب. ومن المعروف أن الصفحة الأخيرة من "متحف البراءة" تحتوي على تذكرة دخول للمتحف لشخص واحد فقط. وقد استخدمَ التذكرةَ المجّانية في الرواية 36 ألف شخص.

وإلى جانب الفترة التي تتناولها الرواية، يتضمّن المتحف أيضاً أغراضاً تعبّر عن الحياة اليومية في إسطنبول خلال الخمسينيات والستينيات، وتتنوّع بين الصحف والتذاكر والملابس والمجوهرات. ولم يعد "متحف البراءة" مقتصراً على موضوع الرواية فقط. وحقيقة أنّ 36 ألف شخص فقط من أصل 285 ألف زائر زاروه بالتذاكر التي في الرواية توضح أنّ نحو 250 ألف شخص قد زاروا المتحف بشكل منفصل عن موضوع الرواية.

وفي حديثه لمناسبة الذكرى العاشرة لافتتاح المتحف، قال صاحب "إسطنبول.. الذكريات والمدينة": "حصل 'متحف البراءة' على لقب متحف العام في أوروبا عام 2014. وقد زاره العديد من الكُتَّاب العالميين، من أمبرتو إيكو إلى مو يان الحائز جائزة نوبل، وشخصيات أُخرى شهيرة مثل الفنّان جيف كونز الذي حدّد موعداً معنا لزيارة المتحف في الأيام العشرة القادمة. هناك اهتمام كبير بمتحفنا من العالم الثقافي".

جديرٌ بالذكر أنّ باموق خصص الجزء الأخير من الندوة للحديث حول روايته الجديدة قائلاً: "أكتب رواية الآن اسمها 'لاعبو الورق'. أبطال الرواية يلعبون بأوراق لعب أجنبية. وبينما يتحدّثون مع بعضهم البعض في مرحلة ما من الرواية، يتساءل بعضهم: 'لماذا لا نجعل هذه الأوراق محلّية؟ لنضع السلطان بدلاً من الملك، والسلطانة بدلاً من الملكة'، ثم ينتجون بالفعل أوراق لعب محلية. كيف ينتجون أوراق اللعب، هذا هو موضوع روايتي، لكنّني أصنع تلك الأوراق معهم أيضاً. أنا لا أبني متحفاً هذه المرّة، لكنّني أصنع أوراق اللعب".

المساهمون