"أوركسترا قطر الفلهارمونية": عودة إلى فن الفجري

منذ مئات السنين، كان البحّارة والصيادون في الخليج العربي ينشدون كجوقة واحدة في السفينة التي يستقلّونها أغاني يرددونها خلف قائدهم الذي يدعى "النوخذة"، إذ يطرق على خشب السفينة مثل عازف الطبلة، ليضبط إيقاعهم وهم يحاكون في مجمل أغانيهم رحلة الصيد التي ينطلقون إليها.

وينقسم فن الفجري إلى مراحل أو قوالب عدّة، إذ يبتدئ بـ"البحري" الذي يُستهل عادة بعبارة "أول بدينا وباسم الله سمينا"، تليها مرحلة "العدساني" التي تحتوي موّالاً حزيناً، ثم "الحدادي" الذي تأخذ إيقاعاته صوت طرق الحديد، مروراً بمرحلة "المخولفي" التي يُستخدم فيها إيقاعان مختلفان يعزفان على الطبلة وآلة تقليدية تسمى "الغرشة"، وانتهاء بـ"الحساوي" الذي يمنح غناؤه الأمل للبحارة.

تقيم "أوركسترا قطر الفلهارمونية" عند السابعة والنصف من مساء السبت، الثاني من الشهر المقبل" حفلاً على خشبة "مسرح عبد العزيز ناصر" في سوق واقف بالدوحة، بقيادة الموسيقي الأوزبكستاني كمال الدين أورينباييف، في أولى فعاليات الموسم الجديد 2023/ 2024.

برنامج الحفل قدّمته الأوركسترا في افتتاح موسمها السابق أيضاً، ويتضمّن مقطوعات تُدمج فيها الأساليب الموسيقية الشعبية الخليجية التقليدية مع موسيقى أوركسترالية غربية، بهدف استعادة "تاريخ قطر البحري الغني بتأثيرات من فن الفجري، وهو شكل تقليدي من الموسيقى المرتبطة بغواصي اللؤلؤ والبحر"، بحسب بيان المنظّمين.

وساهم في تأليف الموسيقى كلّ من ناصر سهيم نائب المدير التنفيذي للأوركسترا والأكاديمي عامر جعفر، كما يؤدي المقطوعات المغني القطري منصور المهندي، والتي تنتمي إلى مرحلة العدساني، كما تشترك في الحفل الموسيقي مجموعة الإيقاعات الخليجية التقليدية، التي يقودها المؤلّف الموسيقي والباحث القطري فيصل إبراهيم التميمي.

ومن بين الأغاني التي يتضمّنها الحفل "روح المقام"، وفيها يتم الانتقال من مقام إلى آخر، ومن ثم "رقصة يا صاجة"، وبعدها "خماري سمرى ما أقوى"، و"سمريات"، وهي التي تُغنّى في الأعراس الخليجية ويؤديها النساء أو الرجال، ومن ثم فجري عدساني بعنوان "رحلة بحرية"، كما يشارك في الحفل كلّ من "فرقة لجبيلات للفنون"، و"كورال حفلات قطر" بقيادة جيوفاني باسيني.
 

موقف

التحديثات الحية

عن الصولو وموسيقى الغرفة