"أوراق" 19 و20.. مدينة سورية اسمُها الرقة

19 مارس 2023
قلعة جعبر الواقعة على شط الفرات بالقرب من الرقة (Getty)
+ الخط -

عانتِ المُدن السورية من السياسات المركزية التي ظلّت تهمّش الأطراف طويلاً؛ ولم تكد الثورة السورية تُزعزع هذه الترسيمة التي فرضها النظام من خلال أدواته ومؤسساته الثقافية، حتى حيّدت الحرب أنشطة مثقفين وكتّاب سوريين حاولوا تقديم شكلٍ آخر عمّا تفرضه أو تقبله السلطة.

وتشكّل مدينة الرقة السورية، الواقعة على نهر الفرات شرقيّ البلاد، مثالاً على هذا السيناريو، حيث كانت تقتصر الأنشطة الثقافية فيها على كلّ ما هو ثانوي، باستثناء مبادرات ومهرجانات يحرص على تنظيمها بعض المثقّفين؛ وبعد الثورة لم يكن الحال أفضل بعد أن أغرقت المنطقة بالمتشدّدين والميليشيات.

ضمن إطار يسعى للإضاءة على تاريخ نشاطات المدينة الثقافية، وفي الذكرى الثانية عشرة للانتفاضة السورية، صدر عن "رابطة الكتّاب السوريين" عددٌ مزدوج 19 و20 من "مجلّة أوراق" (آذار/ مارس 2023)، تحت عنوان "الرقة: ذاكرة تأبى التغيير".

وجاء في افتتاحية العدد التي وقّعها الكاتب السوري أنور بدر "رغم إمكانيات المدينة المتواضعة، إلّا أنه نُظّمت فيها العديد من المهرجانات الثقافية المتخصصة بدءاً من 'مهرجان العجيلي للرواية العربية'، و'مهرجان الشعر' واستمراراً بـ'مهرجان المسرح' وآخر للفلكلور وملتقى للرسم".

شارك في العدد الجديد لـ"مجلة أوراق"، أكثر من ستين كاتباً ومثقّفاً توزّعت أعمالهم بين الملف الرئيسي والدراسات وملفّات الترجمة والحوار والتشكيل، بالإضافة إلى الكتابة الإبداعية بما تتضمّنه من نصوص وشعر وقصة، والدراسات النقدية للسينما الفراتية و"مهرجان الرقة المسرحي"، وشهادات لكتّاب عرب وسوريين شاركوا في دورات "مهرجان عبد السلام العجيلي للرواية العربية".

أوراق - القسم الثقافي

تكمن أهمية هذا العدد، وفقاً للقائمين عليه، في الإضاءة على المدينة الغنية بمواردها الطبيعية وطاقاتها البشرية، لكنها ظُلمت مرتين؛ الأولى من قبل الاستبداد، والمرة الثانية حين سيطر عليها "تنظيم داعش"، الأمر الذي حوّلها إلى ساحة حرب وعرّض تراثها للتخريب.

ومن العناوين التي تضمّنها العدد: "المركز الثقافي في الرقة لا يصفّق لجمهوره" لأحمد مولود الطيار، و"الرقة: تاريخ وحضارة وثقافة في ثلاثة مباحث" لمحمد العزو، و"جسر الرقة في التراث الغنائي الرقي" لماريا العجيلي، و"مهرجان عبد السلام العجيلي للرواية العربية" لنبيل سليمان، و"هل كنّا نفعّل ذاكرة المستقبل" لإبراهيم محمود؛ بالإضافة إلى أسماء أُخرى توزّعت مساهماتهم على قرابة 600 صفحة؛ إلى جانب لوحات وقّعها تشكيليون من أبناء المدينة الفراتية.

المساهمون