"أهذا أنت حقّاً؟ ربّما".. مساءلة فوتوغرافية للذات

05 يونيو 2023
(من المعرض)
+ الخط -

وضَع التصوير الفوتوغرافي الذات الإنسانية أمام المرآة. والقولُ بأنه قد عرّاها، على ما فيه من تكرار أحياناً، إلّا أنه صحيح، على اعتبار أنه قد أعاد تعريفها، في حين قاربت باقي الفنون ذلك دون أن تُنجزه. اليوم، وفي ظلّ هيمنة الصورة على حياتنا، باتت وضعية الذات أكثر هشاشة، ومعرّضة بشكل أكبر للاختراق، وبهذا يُمكن التساؤل إنْ كانت ستبقى على ما هي عليه، أم ستتغير نظرتها إلى نفسها.

في كتابه "استخدامات التصوير الفوتوغرافي" (1978)، تحدّث المصوّر ومؤرّخ الفنّ البريطاني جون بيرغر عن دور التصوير الفوتوغرافي في زمن الرأسمالية الصناعية وأثره على الحياة الشخصية، وهذا ما تبني عليه الفنّانة المصرية ناديا منير (1988) معرضها الفوتوغرافي "أهذا أنت حقّاً؟ ربّما" الذي افتُتح في "معهد غوته" بالقاهرة، في الحادي والعشرين من أيار/ مايو الماضي، ويستمرّ حتى الثالث والعشرين من تموز/ يوليو المُقبل.

تُواصل منير في هذا المعرض اهتمامها السابق بتمثيل الذات، وذلك من خلال استكشاف جوانب الخصوصية والرقابة الذاتية، ولغة الجسد في المجالَين العامّ والخاصّ، حيث سبق لها أن عملت مع مجموعات فنية مختلفة تهتمّ بالمدينة وإنتاج الصور والأمومة وطُرق تمثيل الذات.

الصورة
من معرض ناديا منير - القسم الثقافي
(من المعرض)

هذا ويتّخذ المشروع الفضاء الرقمي مساحةً لإلهامه ومصدراً لمادّته؛ وتحاول عدسة منير أن تلحق المؤثّرات اليومية على إنتاج صورنا الذاتية، والتي تعيد تخيّلها بشكل هزلي، لعلّ هذه المؤثرات تجيب عن أسئلة من قبيل: "كيف نرى أنفسنا؟"، أو "كيف يرانا الآخرون؟". 

كما يعتمد المعرض في كلِّ مراحله على الصور المُستبعَدة من أرشيفاتنا الحيّة، لكونها "غير لائقة"، أو كاشفةً أكثر مما ينبغي لها أن تكشف، لذلك نستبعدها ونحاول مرّة أُخرى. في حين تنقل منير مادّتها إلى أُطر جديدة للصور مثل التابلوهات، والمنتجات ذات الطباعة الرقمية، على الرغم من أنّ هذه الأُطر هي منزلية بطبيعتها، بمعنى أنها في مواجهة عفَوية الصّور وتمرّدها وتحاول لفظَها، بينما تختفي الأخيرة بداخلها.

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون