كان بابلو بيكاسو يردّد أنه لا يحبّ سماع الموسيقى، لكن أعماله المليئة برسومات الغيتار والكولاجات التي تعتمد على النوتات الموسيقية ربما قد تقول غير ذلك، فضلاً عن علاقات الصداقة التي جمعته بأهمّ الموسيقيين في عصره.
حالياً وحتى 3 كانون الثاني/ يناير 2021، يقيم "متحف بيكاسو" في العاصمة الفرنسية، بالتعاون مع فلهارمونية باريس، معرضاً بعنوان "بيكاسو والموسيقى" يترافق مع سلسلة حفلات موسيقية، تسلّط الضوء على مكانة الموسيقى في الأعمال الفنية.
يضمّ المعرض يجمع أكثر من 250 عملاً فنياً من المجموعات العامة والخاصة، هناك لوحات ومنحوتات وسيراميك ورسومات وكولاجات، يعرضها في تسعة أقسام، من بينها جانب يتضمّن أغراضاً تخصّ بيكاسو تضم صوراً، وما يقرب من عشرين آلة موسيقية امتلكها بيكاسو رغم أنه لم يكن يعرف كيف يعزف عليها.
وبحسب بيان المتحف، فإنه "على الرغم من أن الفنان لم يجد العزف على أية آلة، لكنه كان يتمتع بالثقافة الموسيقية. في إسبانيا، حضر الكثير من حفلات الفلامنكو ومصارعة الثيران والكرنفالات التقليدية في كاتالونيا، وكان موجوداً في مقاهي باريس ومسارحها وحضر حفلات الباليه. حتى أنه كان صديقًا لفرانسيس بولينك وساتي وسترافينسك وميلود. ورسَم المغنية إيفيت جيلبرت في عام 1901".
في المعرض لوحات، تصوّر مشاهد من رقص البالية، ولوحة يجسد فيها الناي، وكولاجات مليئة بالنوتات الموسيقية، وكان بيكاسو مهتماً في الغالب بالآلات الوترية، فنجد في كثير من لوحاته خلط بين جسد المرأة والغيتار أو الكمان، ويحضر الكلارينيت والمندولين، وهي جزء من سلسلة من الأعمال التكعيبية غير المعروفة كثيراً، ولكنها معروضة في قسم وحدها ضمن المعرض.