أنس النيلي.. الحياة في تكرارها الأبدي

06 أكتوبر 2022
(من العرض، تصوير: خالد كمال)
+ الخط -

في عام 1937، نشر الروائي والكاتب المسرحي البريطاني جون بوينتون بريستلي (1894 - 1984) مسرحية "كنت هنا من قبل"، والتي يشكلّ إدراك الزمن موضوعها الأساسي الذي عالجه في عدد من أعماله، ويستكشف من خلالها نظرية التكرار الأبدي، وتتلخصّ في أن كل شخص يعيش حياته مراراً وتكراراً، والأحلام التنبؤية هي نتيجة لتذكّر الحياة الماضية.

وتقدَّم النظرية بأسلوب خيالي علمي يناقش فكرة القدر وعلاقتها بالإرادة الحرّة، ورغم أنها تبدو مطروقة بشكل كبير إلّا أن العمل تمّت ترجمته إلى لغات عدّة واختلفت الرؤى الإخراجية في تقديمه على الخشبة، خاصّة في المقارنات التي يعقدها الكاتب بين الحياة والمسرح.

تُعرض مسرحية "كنت هنا من قبل" للمخرج المصري أنس النيلي عند السادسة من مساء اليوم الخميس في "مسرح ليسيه الحرية" بمدينة الإسكندرية، من نتاج ورشة جماعية بعنوان "ابدأ حلمك"، ويعاد عرضها في الموعد نفسه لأربعة أيام متتالية.

تناقش المسرحية بأسلوب خيالي علمي فكرة القدر وعلاقتها بالإرادة الحرّة

يشارك في التمثيل كلّ من الفنانين: مصطفى عامر، وندى مجدي، وإسلام بونزي، وريهام أحمد، وعبد الرحمن الشيخ، وحسين خميس، بينما أُسند تصميم الإضاءة إلى أحمد علي، والديكور والملابس إلى وليد جابر، والتأليف الموسيقي إلى محمد حسن، والمكياج إلى أمل شتا، إلى جانب المخرج المنفذ مهند مختار، ومساعدي المخرج مصطفى محمد وإيناس غازي.

تدور الأحداث في نزل ريفي حيث يلتقي ثلاثة أشخاص بفيزيائي ألماني يُدعى غورتلر، يطرح عليهم أسئلة دقيقة حول مشاعرهم وآرائهم بــ"الديجافو"؛ ما يطلق عليه وهْمُ سبق الرؤية، حيث يعتقد بعض الأشخاص أنهم رأوا شيئاً أو أحسّوا به أو زاروا مكاناً ما من قبل، رغم أن ذلك لم يحصل في الواقع.

يسألهم غورتلر عن أمور مختلفة تتعلّق بحياتهم العاطفية ومحاولات الانتحار لدى أحدهم، إلى أن يبدو عليهم الانزعاج والاستياء من أسئلته، فيقرّرون حينها المغادرة، لكن يستكمل الجميع اعترافاته على نحو يثير الدهشة والاستغراب، ويتغلّب عليهم الإحساس بأنهم رأوا الأحداث التي تقع معهم من قبل ويستسلمون إلى هذه الفكرة.

يتنبأ الفيزيائي الألماني بأمور ستقع مع كل فرد من الأفراد الثلاثة من خلال حلم معرفي حلم به، ويجعل الجميع يقتنع بما يقوله، حتى أنهم يحاولون تجنّب الكوارث التي أشار إلى أنها قد تواجههم.

المساهمون