أعمال الفنّ العام في الدوحة: استلهام البيئة والعمارة والتراث

09 ديسمبر 2022
"محطّات" للفنّانة القطرية شعاع علي (متاحف قطر)
+ الخط -

في إطار خططها لتحويل البلاد إلى متحف فنّي فسيح في الهواء الطلق، ثبّتت "متاحف قطر"، مؤخّراً، العديد من أعمال الفنّ العام (أي الأعمال المتاحة للمشاهدة في الفضاءات العمومية) في جميع أنحاء الدوحة لفنّانين عرب وأجانب، وجميعُها تقريباً أُنجزت خلال العام الحالي.

وتشمل الأعمال الجديدة "جبال الدوحة" للفنّان السويسري أوغو روندينوني، والذي يُعرَض على واجهة شاطئ راس أبو عبود بالقرب من "ملعب 974"، وهو يحاكي ألوان الحلقات الأولمبية التي تحيط بمبنى "3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي"، وأيضاً "ساحة ألعاب الدوحة الحديثة"؛ وهو عبارة عن ملعب متفاعل مع الموقع، مستوحى من ستّة مبانٍ حديثة رئيسية في الدوحة، والعمل المثبَّت في حديقة المسرح من إنجاز الفنّان شيزاد داوود، الذي يعيش في لندن وقد وُلد فيها عام 1974 من أم باكستانية وأب هندي.

الجساسية للفنان سلمان المالك - القسم الثقافي
"الجساسية" للفنان القطري سلمان المالك

ويمثّل "زفير"، للكويتية منيرة القديري، نموذجاً كبير الحجم لكائن حيّ مجهري يُرى في الطحالب البحرية المتحجّرة الموجودة في شبه الجزيرة العربية، وجرى تثبيت هذا العمل في إحدى ساحات شاطئ شمال الخليج الغربي. أمّا "هُنا نسمع"، للكورية سوكي سيوكيونغ كانغ، فهو سلسلة من منحوتات الفنّ العامّ التي تسمح للمشاهدين بالتجمّع والتفاعل بعضهم مع بعض. وقد تولّت "شركة ديلفينداك مارتن" الهندسية التنفيذ الهندسي للمشروع.

واستلهم القطري سلمان المالك عمله الذي يحمل عنوان "الجساسية" من الموقع التراثي الذي يحمل العمل اسمه. وكانت منطقة الجساسية، الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي لقطر، ميناءً بحرياً. وجرى تثبيت العمل الفنّي في "ساحة المعارف"، بينما استوحى عمله الآخر "توب توب يا بحر"، المثبَّت على الواجهة البحرية لكورنيش الدوحة، من أغنية قديمة تعود إلى قطر ومنطقة الخليج العربي، وتدور حول "الانتظار"، وقد غنّتها نساء المجتمع للبحّارة والغوّاصين، ويترجَم العنوان إلى: "أيها البحر! ارحم البحارة!".

تتوزّع الأعمال بين الحدائق وأماكن التسوّق وبقيّة المرافق العامّة

أنجَز الفنّان جيف كونز عمله الذي يحمل عنوان "بقرة البحر" بين 2020 و2022، وهو منحوتةٌ قابلة للنفخ، يبلغ ارتفاعها أكثر من 24 متراً، بعرض أكثر من 31 متراً، وهي عبارة عن شكل عملاق ينزلق بيسرٍ عبر مياه البحر؛ ليكون رمزاً جديداً يحتفي بالتراث الطبيعي لقطر على كورنيش الدوحة. كما تحتفي "عائلة بقر البحر"، منحوتةُ الفنّان العراقي المقيم في قطر أحمد البحراني، ببقر البحر وأهمّيته كجزء من تاريخ قطر والتزامها بحماية الكائنات الحيّة.

"بذور شجرة القرط"، عنوانُ عملٍ للقطري محمد العتيق، وهو يرمز إلى نواة الإنسان الطيّبة أو السيّئة، ويسلّط الضوء على ملازمة الفنّ للإنسانية، من خلال تصوير بذور شجرة القرط. أمّا "محطّات"، المنحوتةُ المثبّتَة في ساحة الزمان الواقعة في شارع حمد الكبير، فاستوحتها الفنّانة القطرية شعاع علي من حطام البناء وعلامات الموقع (النيشان) الموجودة في كلّ من البيئات المَدنية والصحراوية، وتُعتبر المنحوتةُ تمثيلاً مفاهيمياً لفترة مهمّة في التاريخ الاقتصادي لقطر.

توب توب يا بحر
"توب توب يا بحر" لسلمان المالك

يُذكَر أنّ "متاحف قطر" ثبّتت في عام 2022 أكثر من أربعين عملاً جديداً من أعمال الفنّ العام، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 100 عملٍ في جميع أنحاء الدوحة وقطر بشكل عام، وذلك في مجموعة متنوّعة من الأماكن العامّة، بما في ذلك الحدائق، وأماكن التسوق، والمرافق التعليمية والرياضية، و"مطار حمد الدولي"، ومحطّات المترو، بالإضافة إلى ملاعب مختارة تستضيف مباريات كأس العالم لكرة القدم.

المساهمون