تضامناً مع قصص ونضالات الشعب الفلسطيني وروحه التي لا تقهر كما تصورها عدسة صانعي الأفلام، تُطلق "مؤسسة الدوحة للأفلام" في العاصمة القطرية عند الثامنة من مساء اليوم الخميس سلسلة عروض سينمائية مُهداة إلى فلسطين تحت عنوان "أصوات فلسطينية"، وتتواصل حتى التاسع من الشهر الجاري.
يُعرض في الافتتاح فيلم "الزمن المتبقي" (2009) لإيليا سليمان الذي يقدم فيه سيرته الذاتية يسرد عبرها بطريقة فنية ما شهدته الأراضي الفلسطينية منذ عام 1948 إلى يومنا هذا من أحداث، وكيف اقتحمت العصابات الصهيونية المدن واعتقلت وقتلت وروّعت الفلسطينيين في مشاهد مختصرة تروي كيف أجبروا على مغادرة منازلهم ورحلوا عنها على أمل العودة إليها بعد أيام.
غداً الجمعة، يعرض فيلم "حبيبي بيستناني عند البحر" (2013) لميس دروزة، التي تقدّم وثائقياً عن رحلة عودتها لأول مرة إلى وطنها فلسطين، لتطرح من خلاله مجموعة تساؤلات عن مواصلة الحلم بالتحرر وعن مآلات النضال الفلسطيني خلال عقود.
ويتضمّن البرنامج عرض فيلم "3000 ليلة" (2015) لمي المصري، وتدور أحداثه حول مُدَرِسة فلسطينية تُعتقل في أحد السجون الإسرائيلية بسبب تهمة لم ترتكبها، وبينما هي في السجن تلد ابناً، وتفاصيل معاناتها ومعاناة الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال.
كما يُعرض فيلم "فلسطين الصغرى.. يوميات الحصار" (2021) لعبد الله الخطيب، وهو وثائقي طويل جمع مجمل أحداث مخيم اليرموك بالقرب من دمشق، التي دارت فيه منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011 حتى تهجير آخر ساكنيه منتصف 2018، في رحلة تعكس تراجيدياً أحد أبرز مخيمات اللجوء الفلسطيني سواء في كثافته السكانية أو التضحيات الذي قدّمها أبناؤه طوال السنين الماضية.
وتتواصل سلسلة العروض في مسرح الدراما بـ"الحي الثقافي -كتارا" التي تشتمل على أفلام "يد إلهية" (2002) لإيليا سليمان، و"السطح" (2006) لكمال الجعفري، و"ديغراديه" (2015) لعرب وطرزان ناصر، و"200 متر" (2020) لأمين نايفة، و"واجب" (2019) لآن ماري جاسر.
يُذكر أن العروض تقدّم بالشراكة مع فيلم لاب فلسطين، كجزء من "أيام فلسطين السينمائية"، إحياءً للذكرى السنوية القاتمة لوعد بلفور المشؤوم الذي أُعلن في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1917 وقاد إلى احتلال فلسطين وتهجير أهلها.