استمع إلى الملخص
- قرار المقاضاة يثير استنكاراً واسعاً في الأوساط السياسية الهندية، مع اعتباره من قبل البعض كإساءة استخدام للسلطة وتعبيراً عن الأيديولوجية القومية المتطرفة لحكومة مودي.
- أرونداتي روي، المعروفة بنقدها للسياسات القومية والعنصرية، تواجه الآن تحديات قانونية بسبب مواقفها الجريئة ضد الانفصال في كشمير وانتقاداتها للإبادة الإسرائيلية في غزة.
بموجب قانون "مكافحة الأنشطة غير المشروعة"، أعطَت السُّلطات الهندية، قبل أيّام، الإذنَ بمُقاضاة الروائيّة الهندية أرونداتي روي، بسبب تصريحات لها حول إقليم كشمير المُتنازَع عليه مع باكستان، تعود إلى عام 2010. وعليه أمرَ نائب حاكم ولاية دلهي، فيناي كومار ساكسينا، العضو في الحزب الحاكم "بهارتيا جاناتا" (BJP) القومي المتطرّف، باتّخاذ إجراءات قانونية ضدّ الكاتبة (1961)، بالإضافة إلى السياسي والأكاديمي شيخ شوكت الحسين (1954).
وأعاد الإذن بمُقاضاة الروائية الحائزة على "جائزة البوكر العالمية" عام 1997 عن روايتها "إله الأشياء الصغيرة"، القضيّة إلى الواجهة من جديد بعد أكثر من عقد على تقديم شكوى جنائيّة ضدّ روي وآخرين، إثر تصريحها بـ"أن كشمير ليس جزءاً لا يتجزّأ من البلاد" الأمر الذي اعتُبر تشجيعاً على الانفصال.
وكان منزل روي، في العاصمة دلهي، قد حُوصِر من قبل المتظاهرين عام 2010، كما طالبتها 150 عضوة في المنظّمة النسائية التابعة لحزب "بهارتيا جاناتا" بالتراجُع عن بيانها أو مغادرة البلاد، قبل أن يعود ساكسينا للحضّ، منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على ضرورة المُضي قُدماً في مقاضاتها.
وأثار القرار الأخير موجة من الاستنكار داخل المشهد السياسي الهندي، حيث أدان "الحزب الشيوعي الهندي" القرار واصفاً إيّاه بـ"الفاشي والمشكوك في توقيته"، كما عدّ "حزب المؤتمر الوطني المُعارض" القرار إساءة استخدام للسلطة، في حين يعتبر الكثير من المُعارضين قانونَ "مكافحة الأنشطة غير المشروعة" سلاحاً تستخدمه حكومة مودي لقمع مُعارضيها.
الجدير بالذِّكر أنّ حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي تُعرَف بأيديولوجيتها القومية المتطرّفة (هندوتفا)، وهي في حِلف وثيق سياسيّاً واقتصادياً مع نظيرتها الصهيونية، في المقابل سبَق أن ندّدت أرونداتي روي بالإبادة الإسرائيلية في غزّة، حيث صدر لها، في آذار/ مارس الماضي، بيانٌ بعنوان "غزّة.. لن يتكرّر مرّة أُخرى"، (جاءت عبارة لن يتكرّر مشطوبة للدلالة بأن الإبادة تتكرّر) ضمن اجتماع "العمّال ضدّ الفصل العنصري والإبادة الجماعية في غزّة"، الذي عُقِد بـ"نادي الصحافة" في نيودلهي.
وكانت روي قد شدّدت في بيانها المذكور على أنَّ جرائم الصهيونية المُرتكَبة في غزّة تُشبه ما قام به النازيّون، وأنّ أميركا متورّطة بدعم وتمويل الإبادة الجماعية، كما ندّدت بموقف الحكومة الحالية المُناصرة لـ"إسرائيل"، واستغلال الاحتلال للعمّال الهنود الذي استقدمهم ليحلّوا مكان الفلسطينيّين، وتعامله العنصري معهم.