- "ذاكرة البرتقال، نهى بطشون: عندما تتحوّل الذاكرة إلى فِعل ترميم" معرض يُفتتح في المتحف الفلسطيني ببيرزيت، يعرض مجموعتها بعد أرشفتها رقمياً ويتضمن مدونة صوتية تروي فيها سيرتها وتفاصيل النكبة والحياة في يافا.
- بعد سنوات من الجمع والتدوين، تبرعت نهى بطشون بجزء من مجموعتها لـ"مجموعة المتحف الفلسطيني الدائمة"، مساهمة في حفظ الذاكرة الفلسطينية وتوفير إمكانية الوصول للجمهور الأوسع.
تحتفظ نهى بطشون (1936)، في أرشيفها بمجموعة لوحات لفنانين فلسطينيين، جزء كبير منها لفنانات درسن الفنون في المدارس الحكومية ولم يأخذن حقهن في الشهرة، بدأت بجمعها منذ ستينيات القرن الماضي إلى جانب قطع زجاجية وفخارية تحمل نقوشاً، وأكثر من مئة وخمسين ثوباً تقليدياً فلسطينياً.
الاهتمام بتوثيق التراث الفني الفلسطيني ترافق مع تدوين سيرة العائلة التي هُجّرت قسراً من مدينة يافا عام 1948 إلى عمّان، ثم سيرة اللجوء، حيث عملت مذيعة ومدرّسة، والتي واظبت على كتابتها لعقود قبل أن تصدرها بكتاب "راهبة بلا دير" عام 2010.
يُفتتح اليوم الأربعاء في "المتحف الفلسطيني" ببيرزيت معرض "ذاكرة البرتقال، نهى بطشون: عندما تتحوّل الذاكرة إلى فِعل ترميم"، الذي يضمّ مجموعتها بعد أن قام المتحف بأرشفتها رقمياً، وتسجيل مدونة صوتية تحمل عنوان المعرض ذاته، وفيها تروي تفاصيل سيرتها.
المدوّنة التي أعدّتها وقدّمتها جنان سلوادي بمناسبة ذكرى النَّكبة، تسعى للإجابة عن تساؤلات مثل: كيف يُمكن للمكان أن يختفي تمامًا من المُخيّلة؟ كيف يُمكن أن تُحيي روائح الأشياء الأماكن البعيدة داخلنا؟ أين تختبئ الذَّاكرة؟ وكيف تعود "حادّةً كسكّينٍ"؟
تعود نهى بطشون في المدونة إلى تصميم بيت العائلة في يافا، والذي يقع في حارة الجبلية في نهاية حيّ العجمي ويحيط به بستان، لافتة إلى علاقتها المبكرة مع البرتقال الذي كان يشتريه والدها مثل بقية أهل يافا بكميات كبيرة، ويتم نشرها في ساحة البيت لتستعمل في استخدامات متنوعة، حيث يستخدم قشره كأغطية للإضاءة في تلك الفترة، وتستذكر أيضاً تأسيس مصنع لتصنيع ورق مخصّص لتغليف البرتقال في المدينة من أجل تصديره للخارج.
تروي أيضاً تفاصيل الأعمال المنزلية التي كانت تتعاون الجارات معاً لإنجازها، وكذلك عمل والدها في جريدة "فلسطين"، التي أسّسها عيسى داود العيسى عام 1911 وواصل إصدارها حتى الستينيات، كما تستفيض في شرح تفاصيل النكبة واضطرار العائلة لمغادرة يافا.
يشير بيان المعرض إلى أنها كانت في الثانية عشرة حين غادرت فلسطين ولم تعد إليها، موضحاً أن "خوفًا من ضياع هذه الذاكرة مرّة أخرى، بدأت نهى بتدوينها على شكل قصص وحكايات عنها وعن عائلتها، كما بدأت بجمع الأثواب واللّوحات لتحميها من الضياع".
ويوضّح البيان أنه بعد سنوات من الجمع، وحرصًا منها على حفظ الذاكرة الفلسطينيّة الجمعيّة، تبرّعت نهى بطشون بجزء من مجموعتها الإثنوغرافيّة والفنيّة لصالح "مجموعة المتحف الفلسطيني الدائمة"، لتُتاح للجمهور الأوسع.