"نواة": ثقافة بديلة تحت الضوء

02 ابريل 2021
من ملصق معرض "زاد"
+ الخط -

كان تأسيس موقع "نواة" في 2004، من قبل مجموعة من المدوّنين، تعبيراً عن ضرورة فتح عالم الميديا على أفق أوسع من تلك المنظومة التي كان يفرضها نظام زين العابدين بن علي، وكان قوامها احتكار تداول المعطيات والروايات والمعلومات.

وإضافة إلى البُعد السياسي لمقالاته، أصبح الموقع رافداً لثقافة بديلة كانت تتمأسس بعيداً عن فضاءات وزارة الثقافة، وقد وجدت لحظة تنفيس بارزة مع أحداث الثورة بين نهاية 2010 وبداية 2011 ومن ثمّ استمرّت في السنوات اللاحقة عبر الاستفادة من الحريات التي اكتسبها الفضاء العام لاحقاً.

هكذا، صار هناك مشهد ثقافي يحيط بموقع "نواة"، وهو ما يبرز من التظاهرة التي ينظّمها المشرفون على الموقع بداية من يوم غد وتستمر لثلاثة أيام في مقرّ الصحيفة الإلكترونية في تونس العاصمة بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لتأسيسها.

من بين أركان المهرجان معرض "Psycaricatures" الذي يجمع أعمال رسام الكاريكاتير، مجهول الهوية، "زاد"، والتي تمثّل إحدى أبرز تعبيرات الثورة بانتقادها الشديد لبن علي شخصياً بل وتحويله إلى شخصية كاريكاتيرية ذات دلالات مكثّفة، لا يزال "زاد" يعتمدها إلى اليوم للتعبير عن استمرار الكثير من التجاوزات. 

خلال افتتاح هذا المعرض، يقام نقاش حول واقع الرسم للصحافة في تونس بمشاركة رسامي كاريكاتير وباحثين في الإعلام، مع غياب صاحب المعرض الذي لم يسبق أن حضر أي تظاهرة في تونس، وقدّم من قبل عدداً من المعارض في باريس باسمه الفنّي.

خلال اليوم الثاني من التظاهرة، يقام نقاش حول "وصم الأحياء الشعبية من قبل وسائل الإعلام"، كما يجري تقديم مشروع  "حومة في آر" للمخرج سليم حربي، وهو عبارة عن جولات داخل الأحياء الشعبية عبر الواقع الافتراضي. 

كما يقدّم العرض الأول لفيلم "Non Grata" لحمادي الأسود الذي يتناول وضع المهاجرين الأفارقة في تونس. ويُعرض في اليوم الأخير من التظاهرة الفيلم الوثائقي "جيل منيش مسامح" (جيل لن أسامح)، وهو من إنتاج "نواة"، ويكون الاختتام بعرض موسيقي لبديعة بوحريزي.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون