بمبادرة شبابية، انطلق مشروع "مهرجان فنون الشارع" في مدينة قصر هلال (وسط تونس) صيف عام 2012، بهدف إيجاد حاضنة للتعبيرات الفنية المرتبطة بالمسرح خارج العلبة الإيطالية والرقص والغرافيتي والموسيقى والسيرك، مستفيداً من الأجواء التي سادت بعد الاحتجاجات الشعبية في البلاد سنة 2011.
السعي لتجاوز الفنون التقليدية التي تحظى تظاهراتها بدعم وزارة الثقاقة، اصطدم بعد سنوات قليلة بتضييقات رسمية تمّت ممارستها على أشكال الفن الجديدة، حيث لم تجد الفرق المشتغلة في هذا الحقل دعماً كافياً، خاصة من قبل المؤسسة الرسمية التي سعت إلى احتواء معظمها.
المهرجان الذي تُفتتح دورته العاشرة عند الثامنة من مساء الأحد، الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، وتتواصل حتى السابع من الشهر المقبل، تراجع عن كثير من طموحاته التي تضمّنها بيانه التأسيسي، وتمثّلت في "خروج الفعل الفنّي من دائرة النخبوية والثقافة المختارة إلى فعل فنّي متحرّر تقدمي"، والتأكيد على اتصال هذا الفعل جذرياً بـ"الفضاء العام".
البرنامج، الذي تنظّمه "جمعية أبولون للثقافة والفنون" بالتعاون مع وزارة الثقافة التونسية، يقتصر على سبعة عروض؛ منها يومان مخصّصان للسينما والمسرح، بالإضافة إلى فرق وفنانين يقدّمون موسيقى البوب والراب، لكن بعضها يمتلك تجارب بارزة في الموسيقى البديلة.
يكرّم المنظّمون الفنان رضا بلحاج خليفة - المعروف باسم "رضا ديكي ديكي" - الذي رحل عام 2019، ويشكّل محطّة مختلفة في الغناء الشعبي التونسي؛ حيث قدّم أغاني باللهجة الدراجة ضمن موجة "الأغنية الملتزمة" التي راجت في الأوساط الطلّابية والعمالية خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات.
بعيداً عن استذكار فنان قدّم مقطوعات ساخرة بمضامين اجتماعية، وأحياناً سياسية، تؤدي "مجموعة يوما"، التي تأسّست عام 2015 على يد الفنانين صابرين الجنحاني ورامي الزغلامي، أغاني طربية بتوزيع جديد مثل "يا مسافر وحدك" لمحمد عبد الوهاب، وأخرى باللهجة الدارجة.
ويُقام عرض لفرقة "أنخاب"، التي تهدف إلى تعميق الصلة بين الموسيقى والأدب، من خلال اختيار عنوان قصيدة للشاعر التونسي الطيب بوعلاق اسماً لها، وتتكون من نجم بن يوسف (عود)، وعمر بن إبراهيم (غناء)، وعزيز الزواوي (ساكسفون/ ناي)، وذاكر قزة (كيبورد).