"مهرجان الموسيقى الروحية": عن المعمار والمقدّس

09 يونيو 2022
(الموسيقي اللبناني إبراهيم معلوف في حفل سابق)
+ الخط -

بعد غياب لمعظم التظاهرات الثقافية في البلاد بسبب الإجراءات المقيّدة التي فرضها انتشار فيروس "كوفيد – 19" لحوالي عاميْن، تنطلق مساء غدٍ الخميس فعاليات الدورة السادسة والعشرين من "مهرجان الموسيقى الروحية" في مدينة فاس (200 كلم شمال الرباط) والتي تتواصل حتى الثاني عشر من الشهر الجاري.

تأتي الدورة الحالية بعد خلافات حادّة شهدها العام الماضي بين جمعّتَيْ "فاس سايس" و"روح فاس" حول أحقّية كلّ منهما في تنظيم التظاهرة التي تأسّست عام 1994، بهدف إبراز دور الموسيقى والفناء في التسامح وجمع ثقافات الشعوب، وانفتحت بعد ذلك على أشكال موسيقية أخرى تقترب من التصوّف؛ الفضاء الأساسي الذي انطلق منه المنظّمون.

في ساحة باب المكينة، تُفتتح العروض التي يشارك فيها فنانون وفرق من خمسة عشر بلداً، منها: عُمان، والهند، وكازاخستان، وفرنسا، وإيطاليا، والسنغال، ولبنان، بالإضافة إلى المغرب؛ عروض تتوزّع على عدّة فضاءات ثقافية ومعالم دينية وأثرية مختلفة في المدينة العتيقة بفاس.

تحت شعار "المعمار والمقدّس"، تقام أمسيات موسيقية روحية تُحييها فرق موسيقية مغربية وأخرى عربية وعالمية، ويعقد أيضاً منتدى فكري يتضمّن عدداً من المحاضرات والمداخلات والندوات والنقاشات الثقافية والفكرية، التي تناقش في هذا العام موضوع "الهندسة المعمارية والجانب المقدس"، بمشاركة عدد من الباحثين.

يشارك في المهرجان الموسيقي اللبناني إبراهيم معلوف، والسنغالية سيني كمارا، وفرقة "الأخوات روحاني" من الهند، والفرنسي ميشيل ليفيناس ومواطنه سيمون بيير باستيون، والإيطالي غافيو مورجيني، إضافةً إلى "فرقة الزاوية للسماع العرفاني" من عُمان، والفنان عبد الرفيع بنوتة من المغرب.

وتُعقد في الحادي عشر من حزيران/ يونيو الجاري، أعمال المنتدى الفكري للمهرجان الذي يناقش المشاركون فيه موضوع "الهندسة المعمارية والجانب المقدس"، على اعتبار أن الهندسة، في جانب منها، طريقة للتعبير عن الثقافات والمعتقدات والأديان، وهي وظيفة الكهوف والمعابد والكنائس والمساجد التي بُنيت للتعبير عما هو مقدس، وساهمت في تطور المدن والمستوطنات البشرية، إلى جانب صياغة أنماط معيشة بشرها بطريقة جعلت منها جزءاً من حياتهم اليومية.
 

المساهمون