"مهرجان المسرح الجامعي": تكامل الخشبة والتكنولوجيا

18 يوليو 2022
(من عروض دورة سابقة)
+ الخط -

شكّلت ثقافة التقنية والابتكار والتواصل في المسرح موضوعاً أساسياً للنقاش لدى المشتغلين في الفن الرابع، الذين قدّموا تنظيراتهم وممارستهم العملية حول وظائف الخشبة وأدوارها مع التطور الهائل في التقنيات السمعية والبصرية التي استخدمها المسرحيون خلال العقود الأخيرة.

مع انتشار فيروس كورونا، استُعيدت هذه الطروحات من زاوية جديدة بعد أن غاب الجمهور عن الفنون الأدائية؛ مسرحيةً وموسيقية وكوريغرافية وغيرها، في محاولة للاستفادة من المؤثرات الرقمية لتعويض عدم الحضور المادي (الفيزئائي) للمتلقّي، وإيجاد علاقة تكاملية بين الفعل الأدائي والتكنولوجيا.

يقارب "المهرجان الدولي للمسرح الجامعي"، الذي تنطلق فعاليات دورته الرابعة والثلاثين في الدار البيضاء السبت المقبل، تداعيات الجائحة على الحركة الثقافية والفنية عموماً، وعلى المسرح بصفة خاصّة، من خلال فتح نقاش حول المستقبل في ضوء المستجدات الحالية.

تحمل الدورة الحالية ــ التي تتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري ــ شعار "إعادة خلق المسرح"، الذي يطرح تساولات مثل: هل نحن في حاجة لإعادة خلق المسرح فعلاً؟ ومَن يمتلك الصلاحية والقدرة على ذلك؟ ولماذا يطرح هذا الإشكال الآن؟ مع إشارة المنظّمين إلى أن الشعار يحيل إلى الإحياء وإعادة الحياة بمعناها التفاعلي والتواصلي وتجديد الأدوار الطلائعية المرتبطة بالدراما عموماً والمسرح على وجه التحديد.

تناقش الدورة الحالية تجديد الأدوار الطلائعية المرتبطة بالدراما والمسرح

التظاهرة التي تنّظّمها "كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك"، اعتمدت العام الماضي على الفضاء الافتراضي لتقديم أنشطتها، وخصّصت مائدتها المستديرة لمعاينة سبل التأقلم مع كورونا، ليُستكمل النقاش نفسه العام الحالي ضمن أربعة محاور: المحور الفني وما يتضمنه من عروض مسرحية، والمحور البيداغوجي الذي يشمل الورشات التكوينية، والمحور العلمي الذي يتضمن الندوة العلمية والمائدة المستديرة، إضافة إلى محور الانفتاح ويضم التكريمات وتوقيع الكتب.

يُفتتح المهرجان بعرض "سماء أخرى" للمخرج المغربي محمد الحرّ وإنتاج "فرقة أركون"، الذي يضيء بعض تفاصيل الحياة الزوجية المتأزمة في العالم المعاصر، إلى جانب مشاركة مسرحيات من كوريا الجنوبية، وبنغلادش، وإندونسيا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، والكاميرون، والسنغال، والأورغواي، والمكسيك، والولايات المتحدة، وتونس، مصر وعُمان والمغرب.

وتقام ثمانية محترفات مسرحية للتدريب على مجالات متعدّدة تتصل بالتقنيات الحديثة الموظّفة في العرض المسرحي وفي الفنون المجاورة من قبيل الفيديو والسينما، كما تنظَّم حفلات لتوقيع إصدارات جديدة حول المسرح.

المساهمون