لسنوات طويلة، كان إنشاء مدرسة أو معهد لتعليم السينما، والمهن المتّصلة بها، مطلباً يرفعه المشتغلون في المجالات الثقافية والفنّية في الجزائر. إذ وعلى عكس الموسيقى والفنون الجميلة ومهن التمثيل التي توجَد معاهد ومدارس عمومية لتعليمها، ظلّ الراغبون في إكمال دراساتهم في تخصُّص الفنّ السابع يلجؤون إلى معاهد ومدارس أجنبية.
مؤخّراً، عاد الحديث عن الموضوع مع حديث وزارة الثقافة الجزائرية قبل أيّام عند اجتماعٍ جمع بين مجموعةٍ من إطاراتها مع ممثّل عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بهدف إعداد تقرير مشترك حول إنشاء "المعهد الوطني العالي للسينما" في مدينة القُلَيعة بولاية تيبازة (غرب الجزائر العاصمة).
وذكر بيانٌ للوزارة أنّ التقرير المشترَك "شرطٌ أساسيّ" لإنشاء المعهد الذي سيكون الأوَّل من نوعه في الجزائر، ويهدف إلى "إعداد وتأهيل الإطارات الفنّية الدارسة للعلوم والفنون السينمائية، وتأهيل المتخرّجين منه علمياً وعملياً للعمل في مجال الصناعة السينماتوغرافية في مختلف التخصُّصات العلمية والفنّية التي تُوفّرها".
تحدّث البيان عن أنّ إنشاء المعهد سيأتي ضمن "رؤية وطنية واضحة تسعى للدفاع خاصة عن الهوية الوطنية بكل أبعادها، وحماية القيم والمقوّمات الأساسية للمجتمع الجزائري بكلّ مكوّناته، ووضع أسس علمية لصناعة سينماتوغرافية وطنية جزائرية بمعايير عالمية"، لكنّه لم يُشر إلى تاريخ البدء في المشروع أو متى يدخل حيّز العمل. لكن، وبالنظر إلى الوقت الطويل الذي تستغرقه المشاريع عادةً في الجزائر، فيمكن التوقّع بأنّ "المعهد العالي للسينما" قد لن يرى النور قريباً.