منذ عام 2016، انتظم "معرض عمّان للكتاب" سنوياً بعد فترة طويلة من التعثّرات والتأجيل سادت بسبب خلافات داخل الجهة المنظّمة؛ "اتحاد الناشرين الأردنيين"، وقلّة الدعم للتظاهرة الدولية الوحيدة المخصّصة للكتاب في البلاد.
بقي الدعم على حاله حتى اليوم، إذ تنطلق فعاليات الدورة 21 من المعرض مساء الخميس، الأوّل من أيلول/ سبتمبر المقبل، في "المركز الأردني للمعارض الدولية"، وتتواصل حتى العاشر منه، بمشاركة حوالي أربعمئة دار نشر عربية، بحسب تصريحات صحافية لرئيس الاتحاد جبر أبو فارس.
أوضح أبو فارس بأن التظاهرة لا تتلقّى أي دعم من القطاع الخاص، بينما تُخصَّص لها مبالغ محدودة من قبل وزارة الثقافة، كما هو حال جميع الهيئات الثقافية في الأردن، بالإضافة إلى "أمانة عمّان الكبرى" التي تمثَّل في اللجنة الاستشارية للمعرض مع وزارتي الثقافة والتربية والتعليم، والتعالي العالي.
وكانت الدورة الحالية مهدّدة بالإلغاء بسبب عدم العثور ــ حتى آذار/ مارس الماضي ــ على مكان ملائم لإقامتها، بعد انتهاء عقد الإيجار لأرض تقع على طريق المطار أُبرم عام 2016، علماً بأن الموقع تغيّر لأكثر من مرّة قبل ذلك التاريخ.
حتى آذار/ مارس الماضي، كانت الدورة الحالية مهدّدة بالإلغاء بسبب عدم العثور على مكان ملائم لإقامتها
ويُفتتح المعرض تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين" الذي تمّ تثبيته منذ عدّة دورات، ويتضمّن برنامجاً ثقافياً فيه العديد من الندوات وحفلات إشهار الكتب وفعاليات خاصّة بالأطفال، إلى جانب ندوة يشارك فيها عدد من وزراء الثقافة العرب.
وتمّ اختيار دولة الكويت ضيفَ شرف لهذا العام، حيث ستُخصَّص فعاليات ثقافية لجهات كويتية متنوّعة، منها ندوة بعنوان "القدس في عيون الكويت"، ومعرض صور فوتوغرافية مكرّس للدعم المتواصل الذي يقّدمه الشعب الكويتي للقضية الفلسطينية منذ النكبة عام 1948.
كما يُحتفى بالكاتب والسيناريست وليد سيف (1948) شخصية ثقافية للمعرض، وذلك "تقديراً لدوره وإسهاماته بنشر الدراما التلفزيونية الهادفة، وخصوصاً الدراما التاريخية. كما يُعد أحد أهم الكتّاب في العالم العربي الذين استطاعوا توظيف التراث العربي والإسلامي في أعمال تلفزيونية ترتقي بالذائقة، وتلتزم بقضايا الأمة"، وفق بيان "اتحاد الناشرين الأردنيين".
يُذكر أن خسائر قطاع النشر الأردني ارتفعت مع انتشار جائحة كورونا، حيث أغلقت عشرات دور النشر أبوابها نتيجة عدم قدرتها على تطوير صناعتها من جهة، وتوجُّه المؤسّسات الثقافية في البلدان العربية، الخليجية تحديداً، إلى التقشّف في ميزانياتها التي كان يذهب جزء منه لاقتناء الكتاب الأردني والعربي، من جهة أخرى.