مع إعادة افتتاح "متحف الفن الإسلامي" في الدوحة بحلّته الجديدة بعد مشروع تجديد وتطوير شامل، وإعادة تصور وتركيب صالات عرض مجموعته الدائمة، ينطلق في السادس من الشهر المقبل معرض "سَفر" الذي يتواصل حتى الحادي والثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
المعرض المؤقّت الذي يقام في حديقة المتحف بالشراكة مع وزارة الخارجية القطرية، يضيء تجارب اللاجئين الأفغان في قطر بعد إجلائهم في عام 2021، من خلال مجموعة من القصص المصورة والصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو.
وتقدم الأعمال المعروضة نظرة شاملة على تاريخ أفغانستان وأهمية موقعها الجغرافي على مفترق طرق التجارة القديمة وثرواتها ومواردها الطبيعية، فضلاً عن كونها جزءاً من أهم وأكبر الإمبراطوريات، وأساس الحضارات منذ العصر البرونزي.
وأشارت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء "متاحف قطر"، في تصريح سابق، إلى "أن قصة الشعب الأفغاني هي قصة صمود في مواجهة التحديات الشديدة التي مرّ بها أثناء الإجلاء"، حيث يوضّح المعرض أهمية أفغانستان كمركز للنقاش الفكري والتميز الفني لآلاف السنين، ويتناول دعم قطر وعلاقاتها الثنائية مع أفغانستان على مدار الثلاثين عاماً الماضية ودورها خلال عملية الإجلاء في عام 2021.
كما بيّنت السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، مساعد وزير الخارجية، أن "المعرض يسلّط الضوء، من خلال قصص اللاجئين، على إمكانياتهم لو أتيحت لهم الفرصة والأدوات المناسبة لذلك، وتفخر قطر بدورها في تسهيل إجلاء أكثر من 80 ألف شخص من أفغان أو جنسيات أخرى من أفغانستان".
ويعكس المعرض حياة هؤلاء اللاجئين الذين تمّ إجلاؤهم مؤقتاً إلى الدوحة الذين يقدّر عددهم بالآلاف، وخلال فترة وجودهم في قطر، تلقوا الدعم من وزارة الصحة العامة، والمنظمات غير الحكومية وأعضاء المجتمع المدني والقطاع الخاص، كما تم تعريف الأطفال من جميع الأعمار والبالغين أيضاً بمختلف الفنون والتجارب الثقافية ضمن برامج مختلفة.
يُذكر أن "متحف الفن الإسلامي" أضاف العديد من التجهيزات والمرافق بعد تجديده، حيث سيتم عرض الأفلام التعليمية على شاشات جديدة موزَّعة في صالات العرض، إلى جانب قاعة جديدة كلياً مخصصة لمنطقة جنوب شرقي آسيا، وهي تمثّل السكان المسلمين في تلك المنطقة، ناهيك بتواجدهم الواسع في قطر والخليج عموماً.