على غرار تظاهرات عديدة لم يُكتب لكثير منها النجاح، انطلقت العام الماضي الدورة التأسيسية من مهرجان "مسرح المسار" (circuit théâtre) في مدينة سليانة (130 كلم جنوب شرق تونس العاصمة) في محاولة للخروج من مركزية المدن إلى الأطراف المهمشة.
وتوجه المنظّمون إلى القرى المحيطة في المدينة، من خلال رؤية تبحث عن متلق جديد يتمثّل في الطلبة الذين يغيب عن مناطقهم المسرح كممارسة محترفة، واختيار مجموعة مختلفة من المدارس في كلّ موسم، حيث تتوزّع العروض هذا العام في بلدات بورويس والكريب وقعفور والعروسة وغيرها.
تنطلق فعاليات الدورة الثانية من المهرجان عند الواحدة من بعد ظهر الثلاثاء المقبل، وتتواصل حتى الثامن من الشهر الجاري، بتنظيم من "مركز الفنون الركحية والدرامية" في سليانة، ومشاركة عدد من المسرحيات التي أُنتجت مؤخراً في عدد من المدن التونسية.
يقول مدير المهرجان صالح الفالح في تصريحات سابقة: "نراهن على الطفل، نراهن على حقه في الثقافة، في سليانة يعاني الكثير من الأطفال من الحرمان من الثقافة والفنون"، موضحاً أن المركز "يراهن على حق الأطفال في الثقافة؛ حقّ يكفله الدستور ونسعى لمحاولة تحقيقه".
إعادة الاعتبار إلى هذا الفضاء العمومي الذي جرى تهميشه نتيجة سياسات المركز، هو الهدف الأساسي للتظاهرة التي ستحوّل ساحات تسع مدارس إلى مسرح، حيث تنطلق العروض في "مدرسة منزل نايل" بعرض موسيقي للهادي خليف، تليه مسرحية "عرش النفايات" من إخراج عمر بن سلطانة وإنتاج "غرين تياتر" في صفاقس.
تدور أحداث العمل في الفضاء العجيب الذي تجتمع فيه كلّ النفايات، بعضها يحلم بالعودة إلى الحياة من خلال منطقة التدوير، ونفايات أخرى تحلم بالسيطرة على العالم عبر التسلّل في المياه لتلويثها وقتل الأشجار، وثالثة تتسرّب إلى الجو لإنقاص الأكسجين لقتل الإنسان، وبذلك تصبح النفايات سيدة العالم والمتحكمة فيه.
تتوزع فعاليات اليوم الثاني على مدرستين؛ الأولى "مدرسة الرويسين القديمة" التي تحتضن مسرحية "الرحلة" للمخرج حاتم مرعوب، وأداء ريم هميسي، وجهاد اليحياوي، وأسامة الحنياني، وإيمان الحجري، وأماني همات، كما تُعرض مسرحية "الحاسوب المغرور" للمخرج مقداد الصالحي في "مدرسة الأقصاب".
وفي السادس من الشهر الجاري، تُعرض مسرحيتا "ثمار المحبة" لمحمد دغمان في "مدرسة حمام بياض"، و"السيد حاكي" من إعداد وإخراج الطالب شادي الماجري في "مدرسة أولاد طالب"، والتي تروي قصة طفل يتعلّم المسرح ويقدّم عرضه الأول.
إلى جانب عرض مسرحيات "سحب غاضبة" (أو حكاية الأرض) للمخرجة حبيبة الجندوبي في "مدرسة بوجليدة"، و"طبيب الضيعة" للمخرج الأسعد المحواشي في "مدرسة الزريبة"، وتُختتم الفعاليات بمسرحية "بيضة سيزيف" لفتحي بن عمر والتي تُعرض في "مدرسة الجوئ"، ومسرحية "مارد بغداد" لريّان القيرواني في "مدرسة القابل".