"كيف يكتب الفلاسفة": إضاءات السيرة والأسلوب

07 مايو 2021
غرافيتي يظهر فيه جاك دريدا
+ الخط -

كثيرة هي الدراسات حول الجوانب الأسلوبية لدى الروائيين أو الشعراء وكذلك الأبحاث حول عوالمهم الإبداعية وطقوسها، لكن مقابل هذه الكثرة نجد ندرة في الأعمال الدراسية التي تبحث في أسلوب المفكرين وفي كيفية بناء مجالهم الإبداعي كأي كتّاب آخرين.

في كتاب "كيف يكتب الفلاسفة"، يضيء الباحث المغربي محمد مفضل عوالم عدد من المفكرّين الذين تثير أعمالهم - إلى جانب الإشكاليات الفكرية - مباحث أسلوبية وبلاغية عديدة، وذلك من خلال ترجمته لعدد من الحوارات التي يكشف فيها مفكرون، مثل نعوم تشومسكي وجاك دريدا وجوديث بتلر، كيف يقيمون بناء نصوصهم. 

يقدّم العمل، الذي صدر مؤخراً عن "دار شهريار"، محاولة لاستكشاف مفهوم الكتابة في منطقة بعيدة عن الأدب، وهنا تكمن طرافته، كما أنه يقدّم إضاءات حول كل مفكّر والحقول المعرفية والنظرية التي ينتمون إليها؛ مثل التيار النيوكولونيالي والحركة النسوية والتفكيكية.

يقول مفضل في تقديم كتابه: "ما أثار اهتمامي وحفّزني على عرض بعض الأفكار عن مقاربات الكتابة المقدمة في هذا الكتاب هو راهنيتها وكونها تعبّر عن قضايا أساسية في عملية الكتابة، كالهوية وفعل القراءة والتلقي ونوعية البلاغة المستعملة في الكتابة والإقناع من خلال استعمال البلاغة والتفكيك والكتابة كمقاومة للسلطة بالمعنى الذي أسّس له ميشيل فوكو".

كيف يكتب الفلاسفة

ويضيف: "تبقى المقاربة التي يتبنّاها كلُّ مفكّر خاضعة لمنهجه العام في التفكير والتحليل والنقد. فمفكّر مثل هومي بابا المعروف بمؤلّفاته حول العلاقة بين الثقافة الاستعمارية وثقافة المُستعمَر، لا يمكنه إلّا أن يرى في الكتابة شكلاً من أشكال المقاومة. فحسب هذا المفكر النيوكولونيالي فإنَّ مقاومة السلطة تتم عبر الكتابة من خلال العبث باللغة وقواعدها، كما أنَّ الكتابة بالنسبة له نشاط سياسي بامتياز. يشارك رأي هومي بابا النسويات كجوديث بتلر التي ترى في اللغة العادية والنحو المتداول تقييداً لطريقة تفكيرنا، ولذلك يجب - حسب رأيها - أن يتم العبث بهما وتغييرهما باستمرار، وبيل هوكس التي تهتم أكثر بالكتابة كتبادل وانفتاح على الآخر لتحقيق أثر للكتابة في حياة الناس".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون