مثّل تنظيم "معرض باريس للكتاب" في شهر آذار/ مارس الجاري أملاً في عودة إيقاع الحياة الثقافية، وخصوصاً ضمن قطاع الكتاب، في فرنسا حيث تمثّل هذه التظاهرة رهاناً سنوياً لإضاءة ما يجري إنتاجه وتوفير مساحة لتفاعل المهنييّن بالمؤلفين والجمهور.
في الأسابيع الماضية، جرى تمرير تأكيدات كثيرة بنجاح المنظمين في توفير كل أسباب إقامة "كتاب باريس"، قبل أن تصرّح الجهة الراعية للمعرض؛ "النقابة الوطنية للنشر"، الأسبوع الماضي، بتأجيه إلى شهر أيار/ مايو، ثمّ جرى الإعلان هذا الصباح، في بيان صحافي، عن إلغاء دورة 2021 كما حدث مع الدورة الماضية.
يُشير بيان النقابة إلى أن المؤشرات الصحّية منعت الناشرين من اتخاذ قرار يمكن أن يؤدّي إلى كارثة إنسانية ويسيء لقطاع النشر في حال تحوّل المعرض إلى بؤرة عدوى. كما يشير البيان إلى صعوبات في تنقّل المشاركين والعارضين بسبب تعقيد إجراءات السفر بين البلدان، وبين مدن فرنسا، ناهيك عن استمرار نظام حظر التجوّل بعد السادسة مساء.
ولتوضيح قرار الإلغاء بدل التأجيل مرة أخرى، يشير البيان إلى أن الأمر يتعلّق باحترام روزنامات المشاركين؛ حيث أن الدورة التي جرى إلغاؤها تمّ ترتيب المشاركين فيها منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وأن تغيير مواعيد التنظيم يقتضي تغيير كل مخطّط المعرض وعدم ضمان بقاء نفس قائمة المشاركين.
أيضاً لم تذهب النقابة إلى خيار تنظيم المعرض افتراضياً باعتبار أن هذا الشكل لا يؤدّي الأغراض التي أنجز من أجلها المعرض، في إشارة إلى أن "كتاب باريس" ليس معرضاً تجارياً وإنما هو حدث ثقافي يرتبط نجاحه بالتفاعل الحيّ بين ثلاث عوالم تشترك في عالم الكتاب: صنّاعه، ومؤلّفوه، وقرّاؤه.