يبدو أنَّ شهية وزارة الثقافة الجزائرية لإطلاق مجلّاتٍ ثقافية ورقية لا تزال مفتوحة؛ فبعد إصداراها في نيسان/ إبريل مِن العام الحالي مجلّةً ثقافية عامّة باسم "انزياحات" وأُخرى متخصّصة في التراث باسم "لجدار" في حزيران/ يونيو، ها هي تُعلن عن إصدار مجلّة جديدة باسم "فنون".
ومثلما يدلُّ اسمُها، تهتمُّ الدورية الجديدة بمجال الفنون، وتُعنى، كما تُقدّم نفسها، بـ"بإبداعات الشباب في شتّى المجالات الثقافية والفنية".
خَصّص العددُ الأوّل ملفّاً حول المغنّي الجزائري حَسني شقرون، المعروف باسم الشاب حَسني (1968 - 1994) الذي مرّت في التاسع والعشرين من أيلول/ سبتمبر الماضي ذكرى اغتياله الرابعة والعشرون. وتضمّن الملف عدداً من المقالات التي تناولت تجربته الفنية اللافتة رغم قصرها.
ضمَّ العددُ، أيضاً، مقالاتٍ عن بعض الوجوه الثقافية الشابة في مجالات المسرح والسينما والموسيقى والتصوير والكوميكس؛ مثل المخرج المسرحي عقباوي الشيخ، والممثّلة المسرحية وهيبة بعلي، والموسيقي إبراهيم حدرباش، والراقص يوبا عبد الفتاح، ورسّامة "المانغا" دنيا بن شيحة، والمخرجة ظريفة مزنر التي أطلقت مؤخّراً منصّة رقمية تُعنى بالفن السابع تحت اسم "تحيا السينما".
كما تضمّن إضاءة على معاهد التدريب الفنّي في الجزائر، والتي نقرأُ عنوناً على الغلاف يصفها بـ "القلاع النابضة بالإبداع"، وإضاءةً أُخرى وعلى "الديوان الوطني للثقافة والإعلام"، وهي هيئة رسمية تابعة لوزارة الثقافة وتُشرف على المجلّة، ونقرأ على الغلاف أيضاً بأنها "مؤسّسة ثقافية رائدة".
مديحُ المعاهد الفنية والمؤسّسات الثقافية الرسمية وعدمُ التطرُّق إلى المشاكل المتعدّدة التي تعيشُها هي إحدى الملاحظات التي يخرجُ بها متصفّح المجلّة الثالثة التي تُصدرها وزارة الثقافة في غضون عام واحد؛ في ما يبدو نهماً لإصدار المجلّات الورقية بعد أنْ ظلّ هذا المجالُ فارغاً تماماً طيلة عقود.
تكتفي هذه المجلّات الجديدة، إلى الآن، بنُسَخٍ ورقية، بينما تغيب عن الفضاء الرقمي، وهو ما يمنع وصولها إلى أعداد أكبر من القرّاء، خصوصاً أنّها لا توزّع خارج المؤسّسات الرسمية، وهو ما يطرح أسئلةً عن جدوى إصدارها مِن الأساس.