"عمّان للكتاب": وليد سيف شخصية المعرض

28 يوليو 2022
وليد سيف
+ الخط -

خلال العقدين الماضيين، حظي المشاهد العربي بمتابعة مجموعة مسلسلات حملت توقيع الكاتب الفلسطيني وليد سيف (1948) والمخرج السوري الراحل حاتم علي، ارتقت في معالجتها الدرامية من خلال بناء مركّب للشخصيات ونقل تعقيدات وتفاصيل الصراع الذي تخوضه ضمن محيطها، وفي دواخلها، بالإضافة إلى إيصاله محتوى فكرياً مختلفاً، سواء في تناوله الماضي أو الحاضر.

المعادلة الصعبة التي سعى سيف بإصرار إلى تحقيقها تكمن في الدمج بين المستوى الأدبي والتقنيات البصرية التلفازية دون أن يقف ذلك عائقاً أمام الجمهور العريض، ما دامت المادة الحكائية جذابة، كما وصف ذلك في كتابه "الشاهد والمشهود.. سيرة ومراجعات فكرية" (2016).

غير أن التكوين المعرفي والإبداعي لدى كاتب نظَم الشعر وكتَب النقد الأدبي بالإضافة إلى تميّزه الأكاديمي منذ السبعينيات، ساهم في صوغ رؤية استثنانية في كتابته السيناريو والحوار لتلك الأعمال، وتشكيل تجربته التي سيُحتفى بها في الدورة المقبلة من "معرض عمّان الدولي للكتاب".

اختيار وليد سيف الشخصية الثقافية للمعرض الذي تنطلق فعاليات دورته الحادية والعشرين في الأول من أيلول/ سبتمبر المقبل في "المركز الأردني للمعارض الدولية" بعمّان ويتواصل حتى العاشر منه، أُعلن عنه أمس الأربعاء في بيان صدر عن "اتحاد الناشرين الأردنيين".

ينظّم المعرض ندوة متخصّصة لمناقشة تجربته في الدراما والشعر والترجمة والمسرح والبحث العلمي

وأشار بيان الاتحاد إلى أن اختيار سيف جاء تقديراً لدوره وإسهاماته بنشر الدراما التلفزيونية الهادفة، وخصوصا الدراما التاريخية. كما يُعد أحد أهم الكتّاب في العالم العربي الذين استطاعوا توظيف التراث العربي والإسلامي في أعمال تلفزيونية ترتقي بالذائقة، وتلتزم بقضايا الأمة، مثل مسلسلات "عمر بن الخطاب"، و"التغريبة الفلسطينية"، و"صلاح الدين الأيوبي"، و"ملحمة الحب والرحيل"، و"طرفة بن العبد". كما صُنّفت ثلاثيته الأندلسية (صقر قريش، ربيع قرطبة، وملوك الطوائف) بأنها العمل الأبرز حتى الآن في تناوُل التاريخ، في العالم العربي.

من جهته، أوضح سيف أن "غاية ما يرجوه الكاتب أن يُسهم في شحذ الوعي والارتقاء بالذائقة الفنية والجمالية، وأن يخاطب أسئلة الواقع والحياة في شرطها الإنساني، وأن يوظف مادة التاريخ في أعمال أدبية ودرامية تجمع بين القيمة الجمالية والقيمة الفكرية والمعرفية"، ولفت إلى أن هذا التكريم يُشعره بالرضا لأن أعماله قد نزلت منزلاً طيباً في وعي المتلقي ووجدانه، معرباً عن شكره لاتحاد الناشرين على هذا التكريم.

أما رئيس اتحاد الناشرين، ومدير المعرض جبر أبو فارس، فبيّن أن هناك ندوة متخصّصة ستُعقد للاحتفاء بسيف تضيء تجربته الغنية والرائدة، التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي في مجال الدراما التلفزيونية، والشعر، والترجمة، والمسرح، والبحث العلمي بمشاركة عدد من النقاد، والأدباء.

يناقش المشاركون شِعر سيف الذي ترك أثراً في ثلاث مجموعات شعرية؛ أولاها "قصائد في زمن الفتح" (1969) والتي أصدرها وهو طالب في السنة الثالثة في "الجامعة الأردنية"، و"وشم على ذراع خضرة" (1971)، و"تغريبة بني فلسطين" (1979)، إلى جانب قراءته المغايرة للتراث والحداثة، أو تقييمه لواقع الثقافة العربية، أو لتنظيراته المهمة في الأدب والنقد، التي قدّمها أثناء فترة تدريسه الجامعي، ثمّ دوّن بعضها في سيرته.

يُذكر أن وليد سيف يعكف أخيراً على مشروع جديد بدأه منذ 3 سنوات، يتمثّل في إعادة كتابة عدد من أعماله التلفزيونية المعروفة في شكل أعمال روائية مقروءة، حيث قدّم للقارئ حتى الآن: "النار والعنقاء" في جزئها الأول الذي يحمل عنوان "الرايات السود"، وفي جزئها الثاني "صقر قريش"، و"مواعيد قرطبة".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون