منذ تأسيسها عام 2011، قدّمت "جوائز كِتاب فلسطين" العديد من الأعمال الفائزة في فئاتها الثلاث: إنجاز الحياة، والمؤلّفات الإبداعية، والمؤلّفات الأكاديمية، التي يتضمّن بعضُها دراساتٍ تفكّك الرواية السائدة بفعل الدعاية الصهيونية حول احتلال فلسطين، وكذلك مؤلّفاتٍ توثّق حضور الفلسطينيين الراسخ في المكان من خلال اليوميات والشعر والقصة والرواية وغيرها من أشكال الكتابة الأدبية.
أعلنت الجائزة، يوم السبت الماضي، عن اختيار سبعة كتب ضمن القائمة القصيرة، ومنها "أمكنة العقل: حياة إدوارد سعيد" (2021)، الذي صدر عن "منشورات بلومزبري" للباحث في الأدب المقارن تيموثي برينان. يدوّن برينان سيرة المفكّر الفلسطيني (1935 – 2003) الذي ربطته به صداقة مديدة، مستنداً إلى رسائل شخصية، وتسجيلات، وعدد من المقابلات التي أجرى بعضها مع أفراد عائلة سعيد.
ومن الأعمال المرشّحة كتاب "ما عدا فلسطين: حدود السياسة التقدّمية" (2021) الصادر عن "ذي نيوز برس" للباحثين مارك لامونت هيل وميتشل بليتك، ويُجادل العمل بأنّ على المعارضين للسياسات الرجعية بشأن الهجرة والعدالة العرقية والمساواة بين الجنسين في الولايات المتحدة أن يوسّعوا هذه المبادئ الأساسية لتشمل اضطهاد الفلسطينيين. وفي القائمة أيضاً كتاب "جمالُ وجهك" (2020) للفلسطينية الأميركية سحر مصطفى، وهو صادر عن "منشورات دبل يو دبل يو نورتون آند كومباني".
مقاومةٌ للاحتلال من خلال نشر المعرفة عن فلسطين
وتتضمّن قائمة الدورة العاشرة من "جوائز كِتاب فلسطين" النسخة الإنكليزية من رواية "رحلات عجيبة في البلاد الغريبة" لأستاذة التاريخ والكاتبة الفلسطينية سونيا نمر، التي صدرت عن "منشورات إنترلينك" عام 2020 بترجمة مارسيا لينكس كوالي، وتُقارب واقع المرأة العربية في أزمنة متخيّلة؛ وكتاب "لسنا هنا لنكون متفرّجين: مذكّرات حبّ ومقاومة" للناشطة السياسية الأميركية الفلسطينية ليندا صرصور، الذي صدر عن منشورات "حبر 37" عام 2020.
إلى جانب كتابَيْ "طعم غزّة: طعام وتقاليد من الوطن" (2021) للكاتبة لينا شوا (صادرٌ لدى "رمال بوكس") الذي يوثّق الثقافة المطبخية وجانباً من التراث الغزّي، و"تاريخ الجهاد الإسلامي الفلسطيني: الإيمان والوعي والثورة في الشرق الأوسط" (2021) للباحث إريك سكير عن "منشورات جامعة كامبردج".
وتتكوّن لجنة التحكيم للدورة العاشرة ــ التي سيعلن عن نتائجها النهائية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل ــ من الكاتبة فكتوريا بريتن، والأكاديمي إبراهيم درويش، والمؤرّخ نور الدين مصالحة، والناقد صبحي حديدي، والمترجمة سواد حسين، والسفير السابق ألان وادامس، والكاتبة هيفاء زنكنة.
توضّح زنكنة في مقال نُشر في آذار/ مارس الماضي، بأن الجائزة تمّكنت، تدريجياً، من جذب انتباه دور النشر والجامعات والمؤلّفين المستقلّين، في أرجاء العالم. وتُضيف: "إذا كان عدد الكتب مقياساً للنجاح، فتجدر الإشارة إلى أن العام الأوّل شهد استلام عشرين كتاباً، ووصل العدد في الأعوام الاخيرة إلى خمسين كتاباً تغطّي موضوعات واسعة، من السياسة والاقتصاد وحقوق الإنسان إلى القصّة والرواية والشعر والمذكّرات وكتب الأطفال والرسم والتصوير والطبخ. أمّا المؤلّفون، فإنهم من جنسيات ودول مختلفة، بالإضافة إلى الجيل الجديد من الفلسطينيين داخل فلسطين والمهجّرين في أرجاء المعمورة".
ما يجمع هؤلاء المتنافسين، بحسب زنكنة، هو التزامهم المبدئي بحقوق الشعب الفلسطيني وإيمانهم، ككتّاب وأكاديميين وشعراء وفنّانين، بمقاومة الاحتلال عن طريق نشر المعرفة حول فلسطين وشعبها، وتحدّي الصورة النمطية لمظلومية المُستعمَر، مع بقاء الأصالة والإبداع في البحث معياراً لها.
تشترط المشارَكة بالجائزة أن يكون الكتاب المرشَّح عن فلسطين، وباللغة الإنكليزية، وأن يكون صادراً خلال العام السابق لمنحها. ويُذكر أن برنامج الاحتفالية بمرور عشرة أعوام على الجائزة يضمّ مقابلات مع مؤلّفين نالوها، وناشرين وشخصيات فلسطينية وأجنبية ساهمت بدعم المشروع، إضافة إلى إنتاج فيديو يحكي قصة الجائزة، كما سيصدر خلال العام كتابٌ يضمّ كلمات ضيوف الشرف، بالإضافة إلى لوحات فنية وقصائد مختارة.