باتت التماثيل المشوّهة ظاهرة غريبة في المدن العربية إذ تعدّدت في السنوات الأخيرة وأبرزها تلك التماثيل التي جسّدت شخصيات مصرية مثل عباس محمود العقاد وأم كلثوم، وفي تونس جرى إنجاز تمثال للشاعر الراحل الصغيّر أولاد أحمد سرعان ما أثار استهجان من شاهدوه.
قلما نجد آذاناً صاغية لموجات الاستهجان ضدّ هذا النوع من التماثيل، ولذلك فإن استجابة "أمانة بغداد" لانتقادات فنانين عراقيين على تمثال لاعب كرة القدم الراحل أحمد راضي (1964 - 2020) يعدّ خطوة إيجابية.
أمس جرى تفكيك التمثال، وهو ما أفرز حركة ترحيب لدى "جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين" التي أشارت إلى صواب هذه الخطوة نظراً "لعدم توفر المواصفات الفنية في التمثال وكونه لا يليق بمكانة الراحل والقيمة الاعتبارية له".
وجاء في البيان الذي نشرته الجمعية على صفحتها في موقع "فيسبوك" أن التمثال "يعدّ تشويهاً حقيقياً للفن والنحت العراقي والمشهد البصري والحضري للمدينة"، وأكّد البيان على ضرورة التصدّي لمثل هذه الممارسات، ودعا "إلى أخذ المشورة الفنية من جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين لما تمثله من مكانة عريقة ولامتلاكها الخبرات الفنية اللازمة قبل الشروع بتنفيذ أو نصب أي عمل فني في الشوارع والساحات العامة".
يبقى أن نتساءل عن الأسباب العميقة لهذا القبح الذي يرافق التماثيل التي تظهر في المدن العربية خلال السنوات الأخيرة. أليس من الضروري مراجعة مناهج تدريس النحت في كلّيات الفنون العربية، وربما مراجعة علاقة ثقافتنا برمتها مع الشكل الإبداعي؟