يعود تاريخ بناء "قصر أحمد باي" في مدينة قسنطينة، شرق الجزائر، إلى الفترة بين 1826 و1835، حيث كان مقرّاً لآخر حكّام الشرق الجزائري خلال الفترة العثمانية. ومنذ 2010، تحوّل المبنى، المشيَّد وفق الطرازَين المحلّي والموريسكي على مساحة تتجاوز ألفَي متر مربَّع، إلى متحف باسم "المتحف الوطني للفنون والتعابير التقليدية".
قبل أيام، أصدر المتحف عدداً رابعاً من مجلّة "جدارية" Polychromie، وهي دوريةٌ ورقية يُخصّصها لأبرز الفعاليات الثقافية والعلمية التي نظّمتها المؤسّسة، إضافة إلى تقديم إحصائيات لأعداد زوّارها.
كان من المفترض أن يصدر العدد الجديد نهاية 2020، لكنّه تأخّر لأكثر من سنة بسبب الجائحة، وفق القائمين على المجلّة. ولعلّ هذا ما يُفسّر تخصيصه لفعاليات أقامها المتحف بين 2018 و2019؛ من بينها "الحقيبة المتحفية"؛ وهي مبادرة لتنظيم زيارات لتلاميذ الولاية إلى المبنى، والدورة الثالثة من "الصالون الوطني للتراث اللامادي" في 2018، والتي شهدت تقديم مجموعة من المحاضرات حول دور احتفالية "عاصمة للثقافة العربية"، التي احتضنتها قسنطينة عام 2015، في المحافظة على التراث اللامادي للمدينة، وأيضاً الدورتان الثانية والثالثة من تظاهرة "جسور التواصل في تراث الحواضر"، والتي ركّزت على استعمال التكنولوجيات الجديدة في تعريف الشباب بالتراث الثقافي.
هكذا، تبدو الدورية التي يُصدرها "متحف الفنون والتعابير التقليدية" مجرّد نشرية متواضعة تستعيد الأنشطة التي أقامها في أوقات سابقة، لا مجلّةً ثقافية متخصّصةً تُغني المشهدَ بدراسات أكاديمية وكتابات ميدانية، وهذه الملاحظة تنسحب على معظم "الدوريات" التي تُصدرها مؤسّساتٌ متحفية أُخرى، بشكل غير منتظم غالباً.
غير أن الملاحظة الأهم هي اقتصارُ المجلّة على الجانب الورقي؛ إذ لا نعثر على نسخة إلكترونية منها في صفحة المتحف على "فيسبوك"، ولا في موقعها المعطَّل أساساً. ولعلّ ذلك يُقدّم صورةً عن مدى الاهتمام الذي يُوليه القائمون على المتاحف الجزائرية لـ"استعمال التكنولوجيات الجديدة في تعريف الشباب بالتراث الثقافي".
أكثر من ذلك، لا تُوزَّع المجلّة أساساً. على صفحة المتحف في "فيسبوك"، كتب أحدُهم تعليقاً يستفسر فيه: "أين يمكن الاطلاع على هذه المجلّة، ولو بصيغة إلكترونية؟"، فيُجيب محرّر الصفحة باقتضاب: "النسخة الورقية في مقرّ المتحف".