"تقرير قمري": الخيال العلمي ومسرح توفيق الحكيم

10 ابريل 2022
(من العرض)
+ الخط -

تعدّ مسرحية "نقرير قمري" واحدة من النصوص التي كتبها توفيق الحكيم (1898-1987)، وتنتمي إلى أدب الخيال العلمي مثلما تعبّر عنه مسرحيات "لو عرف الشباب"، ورحلة إلى الغد" التي يصف فيها مخترعات تظهر في المستقبل تترك تأثيرها الكبير على تفكير الإنسان وسلوكه.

في هذا العمل الذي ألّفه عقب إصداره مسرحية "شاعر على القمر"، بدا الكاتب المصري مهموماً بقضايا إنسانية ترتبط بالتطور العلمي ومنها توفير الأمن الغذائي للعالم، وإنهاء الحروب، وكذلك الصراع مع الزمن، مع طغيان نزعة تشاؤمية لديه بسبب أنانية البشر ورغبتهم بمزيد من الاستحواذ والاحتكار.

يقدّم المخرج نومير عدلي "تقرير قمري" في مسرحية عرضها مؤخراً ضمن فعاليات "المهرجان الإقليمي لنوادي المسرح بمحافظة الغربية" الذي اختتم الأربعاء الماضي، كما تعرض قريباً بمشاركة الممثلين: مسعد علام وأحمد فهيم وعبده قاروق وجورج دانيال وعبد العزيز خفاجي وأحمد هشام وأندرو سميح ونجيب ناجي ومارفن جورج ومصطفى شوشة.

يستغرب سكّان القمر في العمل من الكائنات الشفافة غير المنظورة وهم روّاد الفضاء، فذهب كائنان منهما إلى إحدى الدول الكبرى بالأرض ودخلا مكتباً يجتمع فيه قائد كبير وسياسي مهم في تلك الدولة، ويسمعان حوارهما عن عالم استطاع التوصل لاختراع من خلاله يمكن القضاء على مشكلة الجوع في العالم من خلال تصنيع الطعام من الهواء والماء بأسلوب سهل.

يتناقش القائد والسياسي مع هذا العالِم ويعرّفانه بخطورة اختراعه، فحين يتوفر الطعام لكل شعوب الأرض لن تستطيع دولتهما وأمثالها إخضاع الدول الفقيرة لها بما تمدّه لها من طعام، وفي النهاية يأمر القائد والسياسي بقتل العالِم وإشاعة خبر أنه انتحر لإبعاد التهمة عنهما.

هذه الأفكار لا تغيب عن نصوص أخرى للحكيم لا تعتمد الخيال العلمي ثيمة لها، مثلما قدّمها في "لكل فم" و"صلاة الملائكة"، حيث يرى أن الصراع المحموم بين القوى العظمى في العالم لا هدف له سوى سحق الشعوب الفقيرة وإجهاض أحلامها بالنهضة والتقدم، ويرى في معظم ما كتبه انعدام الأمل بإصلاح العالم، وأن الفوضى هي المآل الوحيد الذي ينتظر البشرية جمعاء.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون