مع توقّع دخول الأردن في موجة ثالثة من فيروس "كوفيد – 19" خلال الفترة القريبة المقبلة، تلجأ المراكز والهيئات الثقافية في البلاد إلى تغليب الفعاليات الرقمية في أجنداتها مع توجّه حذر إلى القيام بأنشطة وجاهية في إطار الحد الأدنى مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية المتبعة.
"تقارب عن بعد" عنوان اختاره "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" في عمّان لتقديم مشروعه الجديد بعد توقّف معظم المعارض وورش العمل خلال العام الماضي، ويعتمد خلاله على المزج بين حضور مباشر وآخر افتراضي.
حتى الثامن عشر من الشهر الجاري، يتواصل المشروع كجزء من "برنامج فن الأماكن العامة - منصة مصنع" بالتعاون مع "معهد غوته" و"المركز الثقافي الفرنسي"، والذي افتتح في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، بتنسيق فريق بحثي مكوّن من آية العبيدي وباولا فران وربى حجازي وسما الشحروري وسامر بيطار.
يشير بيان المنظّمين إلى أن "تقارب عن بعد" يدفع بأشكال وسرديات جديدة ومتنوعة للترابط الاجتماعي في الوقت الذي تلاشت فيه الحدود بين عالمنا الرقمي والعالم الخارجي، حيث يساعد هذا الحدث على استكشاف طرق جديدة للتواصل عن بعد من خلال عرض سبعة عشر عملاُ فنياً لأكثر من عشرين مبدعاً ومبدعة من مختلف التخصّصات والخلفيات، ومن جميع انحاء العالم، لتناول مفاهيم التقارب المادي والعاطفي بطرق وأشكال مختلفة.
يتضمّن البرنامج مجموعة من الحوارات وورش العمل، بالتزامن مع معرض ينظّمه "المتحف" في مسارين؛ افتراضي ووجاهي، بالإضافة إلى عدد من المسارات الفنية في أحياء مختلفة في عدد من المدن الأردنية منها وإربد وأم قيس ومأدبا والبترا والزرقاء والسلط والعقبة، من أجل التفاعل مع الأعمال الفنية المعروضة.
وانطلقت الفعاليات بعرض أدائي تحت عنوان "تفكيك علم الآلة" الخميس الماضي، قدّمته "مجموعة ميسانثروب" التي تضمّ الكوريغرافية الأميركية ينيا نومورا، والمصمّم والمصوّر الفوتوغرافي الإيطالي لوكا سكارباتي، وتقوم فكرة العرض على دعوة الجمهور إلى التفاعل مع الراقص من دون اتصال جسدي، وبذلك يتحدى إمكانية إنشاء اتصال عميق عن بعد.
كما أقيمت مساء أمس الإثنين سلسلة من ورش العمل تتناول عدّة محاور منها "الفن كوسيلة للتخلّص من القلق"، و"صناعة الموسيقى الإبداعية"، و"تصميم ملصقات أفلام قديمة"، و"استخدام الرسم كصيغة علاجية"، و"الكولاج الرقمي"، و"كيف يمكن أن تساهم الكتب الصوتية في جعل التعليم أكثر شمولاً".
ويشارك في معرض تقارب عن بعد" كلّ من الفنانين: علا عباس وياسين شيخ الصاغة من سورية، وإنجي محسن وضحى أبو العز ورانيا عاطف من مصر، ووليم السباعي ومنار علي حسن من لبنان، وكاترينا بورتسوفا من أوكرانيا، وأريان كونيغشوف و"مجموعة ميسانثروب" من ألمانيا، وكنداو فيشال كوماراسوامي من الهند، وفاطمة بت من باكستان، وأمجد المستريحي ودلال متولي وكارينا الربيحات وليلى الزعبي ومنى غزالة وتالا أيوب من الأردن.