"تاريخ فكري موجز لعصر ترامب": في تأصيل التطرف

16 أكتوبر 2020
(احتجاجات مناهضة لتراب في لندن العام الماضي، Getty)
+ الخط -

انكب الكاتب كارلوس لوزادا على قراءة ما يقارب مئة وخمسين كتاباً حول الرئيس الأميركي الذي تشارف ولايته على الانتهاء، ليصدر حديثاً كتابه "ما الذي كنا نفكر فيه.. تاريخ فكري موجز لعصر ترامب" عن منشورات "سيمون آند شوستر".

يستند المؤلّف في كتابه إلى حقيقة مفادها  أن الكتب الأكثر أهمية في عهد ترامب نادراً ما تدور حوله، وأنها بحسب رأيه محاولات لتبسيط مسائل تتعلّق بنضالات الطبقة العاملة البيضاء التي تشكّل قاعدته الانتخابية الأساسية، أو حول الهجرة والعرق والأضرار التي ألحقها بالنظام الأميركي.

وبحسب مراجعات الصحافة الأميركية، فإن لوزادا يرى أن هناك فعلاً ورّد فعل، فمع قيام بعض الكتّاب التقدميين بالتعبير عن سخطهم من الأفكار المتطرفة وتوجيه أقسى الانتقادات إليها، تحوّل بعض الكتّاب المحافظين إلى صناعة الأساطير حول شخصية ترامب في سبيل الدفاع عن سياساته والتسويغ لها.

غلاف الكتاب

من جهة أخرى، يشير المؤلّف إلى مسألة مثيرة للقلق تتعلّق بتحليله لواقع الهجرة في الولايات المتحدة، حيث يرى أن المشاعر المعادية للمهاجرين كانت ثابتة في ماضي الأمّة الأميركية، ويشبّه كره الأجانب بالعضلة التي تزداد قوة مع الاستخدام، من خلال إضاءته على العديد من الكتب التي قرأها حول هذه المرحلة.

ويوضّح كيف أصبحت الطبقة العاملة البيضاء التي ساهمت بشكل كبير في إيصال ترامب إلى البيت الأبيض، أداة أدبية وسوسيولوجية يقدّم من خلالها الكتّاب والمثققون تفسيراتهم السياسية حول هذه الفئة، بحيث تمّ تغييب العديد من العوامل الأخرى حول شخصية العامل الأبيض.

يقرأ لوزادا مستقبل التيار المحافظ في الولايات المتحدة الذي يحتمل تراجعه، كما يراجع أيضاً الأدبيات التي تتصل بمناهضة العنصرية والتغيرات في خطابها في ظلّ صعود اليمين، ما أدى إلى تغيّر أكبر في أميركا القرن الحادي والعشرين ورؤية أفراد مكوّناتها لأنفسهم وهويتهم ونظرتهم إلى الآخر، وهو بذلك يرسم صورة معقّدة عن مجتمع يختبر تحوُّلات كبرى لن تمرّ بسهولة وسلاسة خلال السنوات المقبلة.

يُذكر أن كارلوس لوزادا يكتب مراجعات للكتب غير الأدبية في صحيفة "واشنطن بوست"، ونال "جائزة بوليتزر للنقد" العام الماضي.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون